الأحد، 12 سبتمبر 2010

ناري

نار حواليا لافه دواري
مره تدفيني و ميت مره تلسعني
و اااااه يا وجعي
نار شفت فيها وشوش عارفها و عرفاني
شفت وش اهلي و حرماني
و شفت أصحابي و الغربة بعداني
وحبايب بعدهم قساني
شفت وشي و أنا مظلوم و أنا جاني !
وشفت سكينة بتدبحني علي الهادي
و شفت وشوش بتضحك و تقولي عادي عاادي
و وشوش تانيه بتبكي و بتقولي برده عاادي
النار قربت مني و لسعتني من تاني
فوقتني من أوهامي
و خلتني أبص من تاني
شفت ذكريات بعيدة مش راضية أنساها و لا تنساني
شفت دمع عيني و وجع قلبي و قلت أهي دنيا لهياني
شفت اللي وشوشهم بتضحكلي و قلوبهم كرهاني
و لفت النار وقربتلي من تاني
و خفت من لسعتها منا عارفها خيناني
و لما قربتلي أكتر قولت يمكن المره دي مدفياني
بصتلها و في عيني قلق يا تري المره دي وجعاني و لا مفرحاني
ناري دي دنيتي و في أخرتي بدور علي جنتي
يا رب أكتبهالي ,,

السبت، 28 أغسطس 2010

نور طريقي - الجزء الثاني-

وصل الي الجامعه و لم يكن يدري ما هي مواعيد محاضرات اليوم ولكن وجد مدرج مفتوح يخرج منه زملائه
اذن لا بد ان المحاضره انتهت فنظر الي الواقفين بالخارج فوجد صديقتها و لكن لم يجدها
فاصابته الحسره وشعر بالضيق فذهب باتجاه باب المدرج ليجلس بالداخل و عند دخوله كان المدرج فارغا
ما عدا من فتاه يبدو عليها انها تبحث عن شئ ضائع منها
كان توليه ظهرها فلم تراه وهو يدخل
اقترب من مكانها بصمت و لكن دقات قلبه لم تعرف للصمت سبيلا
شعر بان قلبه لم يدق من قبل و انها تلك اول مره يدق فيها
اقترب منها وتنحنح ليعلن عن وجوده
فالتفتت بقوه وراته ..

احيانا نشعر بان الوقت يمضي بسرعه رهيبه و احيانا اخري نشعر بان الوقت قد توقف
و احيانا اخري لا يتوقف الوقت وحده بل تتوقف انفاسنا معه
هذا ما حدث .. شعرت بانها لا تستطيع التنفس و انا عقرب الثواني قد توقف عن المضي ليجبرها علي الوقوف امام من تحب وتكره
امام من تشتاق اليه وتريد بعده في نفس الوقت
و حينما تجتمع تلك الاشياء يبقي الصمت المسيطر علي الموقف

و لكنه هو لم يستطع الصمت اكثر من هذا و تكلم قال : اشتقت اليكي
و لم تحره جوابا بل نظره حزينه تقرص قلبه و تؤلمه
فتكلم ثانيه و قال : كل ما اريده منكي وعدا بان تظلي لي كما حلمنا سويا
فجاءه وجدها تتكلم بنبره غاضبه مجروحه و تقول : لا تقل سويا .. فانت لست من حلمت معه
انت لست من احببت .. انت شخص لا اعرفه
و نزلت دمعتها
فاجاب بعدم تصديق : ماذا تقولين انه انا هل نسيتي
فاغمضتت عينيها و هزت راسها بمراره وقالت : لا لم تعد كما انت و لم يعد طريقنا واحد
ثم تحركت لتخرج خارج المدرج فقال لها : ارجوكي انتظري
فالتفتت له و قالت : لم اعد اريدك
و خرجت سريعا
و تركته في ذهوله في مرارته و في حاله عدم تصديق
و عندما خرجت ذهبت سريعا الي دوره المياه و لحقت بها صديقتها التي لم تفهم ما الامر
هناك اخذت تبكي و تبكي و صديقتها هلعه و تسألها عن سبب البكاء
و خلال بكاءها قالت لماذا قلت له ذلك لماذا ؟! انا لم اعني ما قلته
نظرت اليها صديقتها باستغراب و قالت عن من تتكلمين
لم ترد عليها بل غسلت وجهها بالماء و اخبرتها انها ذاهبه الي بيتها .. حاولت معها صديقتها اقصي المحاولات لتعرف ما الامر و لكن الصمت
كان الجواب التي تتلقاه
و عندما وصلت الي البيت دخلت غرفتها في صمت .. وخلعت ملابسها و توضأت و بدأت في الصلاه
لقد أخذت علي نفسها عهد ان سيكون معينها الله وحده و ليس احدا اخر
و بكت .. اخرجت كل ما في داخلها ثم حمدت الله و انهت صلاتها
و استسلمت للنوم
-----------------
اما هو فظل يمشي في شوارع المدينه لا يدري اين تجره قدمه .. لا يصدق ما قالت حلم الاربع سنوات ضاع .. ذهب و لن يعد
كيف و لماذا .. بدأت يتذكر كلامها من جديد و يقول لماذا قالت لي ذلك
و لاول مره بدأ يعاتب و يلوم نفسه لما وصل اليه وجعل حبيبته لا تريده بهذا الشكل
لا يلومها فهو الان يفعل كل ما هي تكرهه .. لقد تغير مثلما قالت
و عقد العزم علي ان يقطع علاقته بهؤلاء الاصدقاء و ان يكف عن كل العادات السيئه التي يفعلها
ظن انه يقدر علي ان يرجع من جديد كما كان و ان تنصلح كل الامور
كان ما يريده شئ جيد فلقد وجد الطريق الذي لابد ان يمشي فيه و لكن ينقصه الاناره !!

مر اسبوع علي ما حدث وهي بدات في التحسن من جديد و كان ما حدث لم يحدث
و في اثناء النهار سالتها صديقتها : هل مازالتي تحبيه
ابتسمت ابتسامه مريره : و قالت احب من ؟؟ من احبه مات لم يعد له وجود
كانت عبارتها قاسيه و لكن هذا ما تريد ان تقنع بها نفسها
قطعت تاملاتها من جديد علي صوت صديقتها وهي تقول : اذن ان تقدم لكي شخص جيد فهل ستفكري في امر الارتباط بجديه
نظرت لها في حيره و ردت : لا ادري ربما بعد التخرج افكر في هذا الامر
فابتسمت صديقتها و قالت : و لكنه لا يحتمل
فردت باندهاش : من ؟
قالت : اخي .. انه يريد خطبتك من مده و انا من تؤجل الامر و لكن امس ضاق به زرعا و قال لي فاتحيها اليوم في الامر لاني
ذاهب الي ابيها في الغد ولا تجادليني في الامر لقد اخذت قراري
ثم صمتت تنتظر رد صديقتها التي كانت تقف مذهوله و تشعر ان علي لسانها جبل لا تستطيع تحريكه
اخيرا تكلمت و قالت : ارجوكي لا فانا لا اريد اي ارتباط قبل انتهاء الدراسه .. اخبريه ان يؤجل الامر من فضلك
فردت صديقتها بسرعه : هذا يعني انك موافقه و لكن تريدين تاجيل الامر فقط
فاجابت بتردد : لا لست هذا ما اقصده .. اعني انه .. ارجوكي كل ما افكر فيه دراستي الان
ثم همت بقول شئ و لكن اثرت الصمت
فنظرت اليها صديقتها وقالت : اكملي ما كنت ستقولين
فقالت بتردد : وهل يعلم اني .. اقصد ان في الماضي
فقاطعتها صديقتها و قالت : نعم يعلم و قد زاد اعجابا بك
لم تدري بماذا ترد عليها فقالت : هيا الان يجب ان نعود الي البيت
فردت صديقتها بسخريه : سوف يتم قتلي في البيت ان لم اعد برد
فردت عليها بعناد : عندها ساستريح منكي

في مساء اليوم التالي وجدت والدتها تقول لها اذهبي الي ابيكي فانه يريد ان يكلمك في امر هام
بالطبع عرفت ما هذا الامر و بدأ قلبها يخفق بشده يبدو ان لحظه الاختيار أتيه لا محاله و قد أتت بأسرع ما توقعت
دخلت علي والدها الذي ابتسم لها في حنان و طلب منها الجلوس و اخبرها بان هناك شخص يريد التقدم اليها و هو اخو صديقتها
كانت تنظر الي الارض و هو يتكلم و عندما اخبرها انهم سيأتون في اخر الاسبوع
لكي يتقدموا رسمي .. رفعت راسها بقوه و قالت بدهشة : بتلك السرعه
فرد عليها و ما السرعه في ذلك هم سيأتون لكي نتعرف عليهم و تجلسي الي الشاب ليتعرف احدكما علي الاخر
و بعدها خذي الوقت الذي يكفيكي لتأخذي قرارك صمتت و بدا عليها الحزن
فسالها والدها ماذا بك فاجابت : يا ابي انا لا اريد الارتباط الان .. فانت تعلم كم احب دراستي و لا اريد اي شئ يشغلني عنها
فرد الوالد : يمكننا ان نؤجل اي ارتباط رسمي الي بعد انتهاء الدراسه
فتنهدت بحزن وسكتت فقال لها : ما بك حقا ؟
فردت بعد صمت قصير : لا اريد ان اقابلهم يوم ان يأتوا لست مستعده لذلك بعد
نظر اليها الوالد مطولا ثم اجاب : ربما يجب ان تناقشي هذا الامر مع والدتك
و انهي الحديث
ذهبت تجر اذيال الحيره الي غرفتها .. ان اباها لا يدرك بانها حقا لا تريد الارتباط الان و يعتقد انها فقط تشعر بالحياء
بعد قليل جاءتها والدتها و اخذت تتكلم معها و هي تستمع في صمت ثم اخيرا و افقت علي مقابله الضيوف في اخر الاسبوع

----------
مر اسبوع دون ان يكلم اصدقائه و اغلق هاتفه حتي لا تكلمه تلك الفتاه
و حاول ان ينقطع عن شرب السجائر و ان ينتظم في الصلاه من جديد
كان يريد ان يرجع كما كان و لكن كان متوترا و يشعر باحباط كان يحتاج من يعينه و لكن في نظره لا يجد احدا يستطيع ان يعنيه علي ما فيه
اثر ان يستغل قدرته وحده و نسي ان هناك ربا خير معين

اخذ يحاول ان يشغل وقته بالدراسه وان يحصل ما فاته وبدا ينتظم من جديد في الذهاب الي الجامعه
و كان يتحاشي بقدر الامكان النظر الي فتاته او حتي الاقتراب منها فانه يعلم الموقف التي تأخذه منه
فاصر ان يثبت لها اولا انه رجع الي ما كان الشخص التي احبته
و لكن هيهات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وجد في وجهه اخر شخصين يتمني ان يراهم الفتاه التي تعرف اليها وصديقه
سلم عليهم في ملل و استمع الي حديثهم في عدم اهتمام ثم استاذن منهم و رحل
تبعته الفتاه و اصرت عليه ليتوقف كي يكلمها
فاستسلم لرغبتها و سالها ما الامر فوجدها تبكي و تقول له لماذا تفعل بي ذلك
فرد بدهشه : وماذا فعلت
قالت : تبتعد عني بهذا الطريقه الا تعرف كم احبك وكم تحملت من اجلك ابعد ان انسيتك تلك الفتاه
تتركني
قال و هو ينظر لها بعجب : ما الذي تقولينه .. ما الذي تخرفين به .. انا لم انسي فتاتي و لم احبك يوما و انتي من فرضتي نفسك علي حياتي
فابتعدي عني .. اتمني ان تكوني فهمتي كلماتي
انهي كلامه ورحل بخطوات غاضبه

----------
اتي نهايه الاسبوع بسرعه كبيرة و هي الي الان لم ترتدي ملابسها بعد استعدادا لمقابله الضيوف
مرت دقائق و سمعت طرقا علي باب غرفتها .. ظنت انها والدتها و انها بلا شك ستوبخها فلم يعد هناك وقت
قالت تفضل و هي تفكر بعذر مناسب تقوله لوالدتها و لكن فوجئت بان الطارق هو والدها
الذي ابتسم لها و قال : الستي توافقيني الراي بان ملابس البيت ليست الملابس المناسبه لمقابله الضيوف
ابتسمت له و قالت : سأبدلها حالا
فقال : حسنا و لكن لا تتأخري
خرج والدها وجلست علي سريرها و تنهدت يبدو انه لا مفر

مر نصف ساعه وسمعت طرقا علي بابها و هذه المره كانت متاكده ان الطارق هي صديقتها التي كانت في غايه السعاده
و عندما رات الوجوم علي وجه صديقتها اختفت ابتسامتها و قالت ما بك ؟
فردت بعد صمت قليل : لست مستعده بعد
نظرت اليها صديقتها باستغراب و قالت : و لكني اراكي انهيتي ملابسك
نظرت اليها بغضب و قالت : لم يبق شئ ساتي معك حالا
حركت صديقتها كتفيها باستغراب ثم قالت : حسنا هيا بنا

خرجت وتمت المقابله و تعرفت العائلتين علي بعضهما و بعد فتره تركا العروسين لوحدهما
فبدأ هو كلامه و قال : اشعر بانك حزينه .. هل هناك ما يضايقكي
قالت : ربما متوتره قليلا
صمت و حرك راسه قليلا فهو يدري بان ذلك لم يكن السبب فتنهد و قال : كل ما اريده ان تعطيني فرصه لربما و جدتيني شخصا جيدا يستحقكك
فردت سريعا : انت شخص جيد .. انا اعلم ذلك
فابتسم و قال : اذن هل استحقك
فقالت : ربما تستحق من هي افضل مني
فقال : لا تقولي ذلك و لكني الان انا في حيره من امري كلامك يدعوني الي الاطمئنان و لكن اجد في صوتك حزن غريب !
قالت : انا فقط لست مستعده بعد للارتباط
فصمت قليلا ثم قال بعد تردد : الم تنسيه بعد؟!
صدمت عندما سمعت سؤاله و لم تجبه
رأي صدمتها فتحح ثم اعتذر و قال : اعلم بان ليس لي الحق بان اسالك مثل هذا السؤال .. أعتذر أن كنت ضايقتك
قالت بعد فتره صمت : انا لا استطيع الارتباط الان و ايضا لا اعدك باني ساوافق فيما بعد.. كل ما في الامر اني اعتقد بان الوقت ليس مناسبا بعد
استمع الي كلامها باهتمام ثم قال : سوف انتظر و لن افقد الامل

---------
مرت الايام سريعا و جاء موعد الاختبارات الجميع منهمكون في المذاكره فهي كانت تزاكر مع صديقتها
و هو رجع الي اصدقائه و رجع الي الفتاه فهو لم يكن لديه العزيمه الكافيه للابتعاد عنهم

و مرت ايام الامتحانات و ظهرت النتيجة لقد نجح و لكن بتقدير غير الذي يتمناه .. شعر بالحزن
فكان يأمل بتقدير عالي ليؤهله الي عمل جيد و لكن هذه نتيجه افعاله
و ياليته افاق و لكن استمرت الامر علي ما هو عليه

دخل الي البيت في صمت و اغلق الباب فوجد والدته و والده ينتظرانه في الصالة يسألونه عن نتيجته
فأخبرهم حزنت الام وأطرقت برأسها و بدأ الاب في تأنيبه و قال : هذه نتيجه طبيعيه لما وصلت اليه من اخلاق
و بدأ يعلو صوته و يزيد في تأنيبه فأحس بالضيق فبدا يعلو صوته هو الاخر علي أبيه فغضب الاب و فجأه ضربه علي وجهه
صمت تام بعد ما حدث الام شهقت ووضعت يدها علي فمها و الاب ينظر الي ابنه بعدم تصديق
اما هو فكان يمسك وجهه بالالم ..دمعه ترقرت من عينه ... دقات قلبه تتزايد
لم يعد يبقي شئ ليقوله فالتفت الي الباب و خرج مسرعا
نادت عليه امه و نادي عليه الاب و لكن لا مجيب
ذهب الي البحر و وقف امامه و هو يشعر بكل الام الدنيا تجمعت في قلبه
الان اصبح بلا شئ !
بعد فتره وجد هاتفه يرن فوجد المتصل صديقه فرد عليه
فقال صديقه : اين انت هيا حضر حقيبتك لنذهب الي سفريه
فرد عليه : لا اريد ان اذهب الي اي مكان
فقال صديقه : ما بال صوتك .. ماذا بك ؟
و لم يتلق غير الصمت فقل : اين انت سأتي اليك حالا
مرت ربع ساعه و وجد صديقه يقف امامه و كان في ذلك الوقت في امس الحاجه بان يشكو لاحد همه
فحكي لصديقه ما حدث فربت علي كتفه و قال : سياخذ اباك وقته و ينسي ما حدث .. ولكن الان اترك نفسك لي و انا سانسيك الدنيا باكملها
نظر اليه و قال : كيف
فرد عليه : سنسافر هذا المره سفريه من ترتيبي الخاص هيا احضر حقيبتك
فقال : لا سأتي هكذا فانا لا اريد ان اذهب الي البيت
فقال : حسنا هيا بنا
مرت ساعتين و اجتمع كل الاصدقاء في السياره التي استأجروهاو كانت الفتاه من اول الحاضرين
و كان الجميع يضحك في سعاده ما عدا هو كان يشعر بان شئ ثقيل علي صدره
و قبل انطلاق السياره بدقائق اراد ان يغير رايه في السفر ولكن عندما تذكر انه سيعود الي البيت
أثر السفر علي الذهاب و مواجهه ابيه ثانيا

كان الطريق طويلا فبدؤا بتشغيل الاغاني ليتسلوا و تعالت الضحكات و بدأ يندمج معهم قليلا
و فجأه ظهرت امامهم سياره نقل كبيرة اتيه من منحني في الطريق
كانت سرعه السياره كبيره و اتضح ان الاصطدام سيحدث لا محاله
و انقلبت السياره في منظر شنيع و تدحرجت السياره لتنحرف عن الطريق الي الصحراء
حدث كل ذلك في ثوان معدوده .. انتهي كل شئ
و فجأه فتح باب من ابواب السيارة ليخرج هو تملؤه الجروح كان يصرخ من الالم والفزع
أخذ يجر جسده الي ابواب السياره الاخري لينقذ اصدقائه حاول يخرجهم من السياره و لكن جميعهم ماتوا
هناك من احترق وجهه وهناك من تهشم جسده
اخذ يبكي عليهم و يبكي علي نفسه ظن انه هو الاخر ميت لم يعد يشعر بشئ
كل الدنيا حوله صور صوره ابيه و هو غاضب .. صورة امه وهي حزينه .. صورة حبيبته و هي تقول له لا اريدك
صورة صديقه وهو يقول له سانسيك الدنيا
صورة نتيجته المعلقة
صور صور صور
اخذ يصرخ ثم وقع علي الارض دون حراك
و عندما فتح عينيه مره اخري وجد نفسه في المشفي و امه عن يمينه تمسك بيديه و تبللها الدموع
و الاب عن يساره تتحرك شفتاه بدعاء الي الله
و عندما احسوا بانه افاق بداوا يسالونه كيف يشعر و يحمدوا الله
مشاعر كثيره و لكنه هو لا يشعر بشئ فقط كلمه واحده قالها : هل ماتوا
لم يتلق ردا منهم و لكن قالت امه : حمد لله علي سلامتك يا ولدي
فاعاد سؤاله فردت هذه المره و قالت : يصبر الله اهلهم
اغمض عينيه ثانيه كان يريد ان يبكي و كان سؤالا واحدا يشغل باله .. لماذا لم امت معهم لماذا نجيت انا وماتوا هم

----------
بعد ظهور النتيجة و نجاحها الباهر لم يعد هناك حجه لتأخير الارتباط
بعد الالحاح الشديد من والديها وصديقتها وافقت علي قراءه الفاتحه كان كل شئ يسير جيدا
الجميع سعداء .. وخطيبها شخص جيد علي دين و خلق
و لكن عندما تتكلم معه او تجلس اليه تشعر بانه تجلس مع اخيها الاكبر لا الي خطيبها و زوج المستقبل
روحها لم تقبله بعد وظنت ان الامر سيتغير مع الوقت وكان هو صبورا معها الي اقصي الحدود
رغم شكوكه المتزايده و اسالته عن الماضي التي تحاول نسيانه و في كل مره يسالها يعتذر بعدها و لكن بعدما يكون فتح جرحا
تم غلقه بصعوبه
الي ان جاء يوم و شعرت بانها لن تستطيع ان تكذب علي نفسها انها تشعر بانهم غير مناسبين
وانها ليست سعيده و اخذت قرارها بفك الارتباط
و بعدها بدات بالبحث عن عمل مناسب لها و لتشغل نفسها و فراغها باشياء مفيده
بعد فك الخطوبه اعتقد الجميع بانها اصبحت بخير و اسعد حالا
و لكن لم يدري احد بانها تشعر بالحزن و لا تدري ما سبب ذلك
و لكن مع مرور الايام داوي الزمن جراحه


-----------

بعد خروجه من المشفي ظل ملازما غرفته اسبوعين لا يتكلم مع احد و لا يخرج حتي حاول اهله ان يعرضوا علي
طبيب نفسي و لكنه لم يقبل
و في ليله من الليالي لم يستطع النوم فمازال السؤال يحيره .. لماذا عشت انا . لماذا؟
حتي سمع أذان الفجر فقام و توضأ كان ينوي ان يصلي في غرفته كعادته
و لكن ذهب الي النافذه و نظر الي المسجد المجاور الي البيت و شعر بقوه تجذبه اليه

بعد انتهاء الصلاه وجد جاره و صديقه ايام الدراسه يسلم عليه ويقول : سلامتك .. لقد علمت بأمر الحادثه وجئت لأزورك اكثر من مره و لكن و الدتك كانت تقول لي بانك متعب
هل تحسنت الان
فرد بصوت منخفض : الحمد لله
فربت جاره علي كتفه و قال له : الحمد لله
حينما وضع جاره يده علي كتفه شعر بشئ غريب شعر بان هناك شخص يحبه .. يحبه بدون سبب
نظر اليه فوجد في عينيه حنان و رحمه ونظر في وجهه فوجده منير بابتسامه رقيقه
نظر اليه و كانما يراه لاول مره
ثم قال له بحزن : انا متعب
فقال الجار بصدق : ما بك ؟
لم يرد و لكن نزلت دمعه من عينيه تحمل كل ما في قلبه من الم و حزن وهم
فرق له جاره و اخذه من يديه و اجلسه بجانيه في زاويه من زوايا المسجد
ثم قال له : قص علي ما بك
فحكي له عن كل شئ منذ ان دخل الي الجامعه الي ان وقف امامه
فابتسم له جاره و ربت علي رجله و قال : جواب سؤالك سهل للغاية
أن الله يحبك .. أراد أن يعطيك فرصه ثانيه
فاندهش و نظر الي جاره بعدم تصديق : و قال يحبني انا !
ثم ابتسم في مراره و اكمل : انت لا تدري شئ انا لا استحق ان يحبني الله
فرد عليه جاره : صدقني انه يحبك .. يريد أن تعود اليه و الحادث لم يكن سوي منبه لكي تتنبه لحب الله لك
فصمت قليلا ثم قال :ان كان ما تقوله صحيح لماذا أذن كرهتني حبيبتي و لماذا لم أحصل علي تقدير عالي و لماذا ضربني ابي و لماذا أغلقت الابواب في وجهي
فابتسم جاره و قال : كل تلك الاشياء كانت رسائل من الله لتعود اليه و لكنك لم تفهم تلك الرسائل
فاطرق براسه و قال : أذن ما العمل الان
فرد عليه : تعود اليه
ثم ساله : هل تشعر بتحسن الان
فرد عليه : نعم .. ولكني احتاج ان اجلس بمفردي
فقال : حسنا ساتركك الان .. اراك في صلاه الظهر ان شاء الله
ثم قام و تركه جالس مكانه مستغرق في تفكيره .. مرت ساعه وهو لا يتحرك ثم قام و أخذ مصحف من المصاحف الموجوده في المسجد
ثم فتحه و أخذ يقرأ و يبكي .. لقد شعر بان القران يغسله من الداخل ودموعه تغسله من الخارج
انهي قرائته وأخذ يدعو الله ان يغفر له ويهديه سبيل الرشاد ثم اسند راسه علي الحائط و استغرق في نوم عميق

استيقظ علي صوت جاره وهو يقول له : قم ان والدتك قلقه عليك لم تجدك في غرفتك و خافت عليك كثيرا و قد اخبرتها انك في المسجد
قم معي لتطمئنها عليك
استمع له باستغراب فقد كان مازال نصف نائما ثم ابتسم له و قال : أتدري ماذا رأيت في المنام
فقال له : ماذا ؟
فرد عليه : رأيت الكعبة . ثم ابتسم في سرور
فقال له جاره : هنيئا لك .. هيا الان يجب ان تطمئن والدتك
فقام معه في حماس و عندما وصل الي باب شقتهم وجد امه تفتح الباب له في لهفه و تسأله : أين كنت
فأخذها في حضنه و قبل رأسها وقال لها :كنت في المسجد .. أعتذر أن كنت أقلقتك . ثم قبل رأسها مره اخري و ابتسم في سعاده
فنظرت له امه باستغراب وقالت له : ما بك
فرد عليها : لا شئ يا أمي ..قولي لي أين أبي فأنا أريده في أمر هام
قالت و قد زاد استغرابها : في غرفته يصلي صلاه الضحي
فقال حسنا وذهب الي غرفه ابيه
بعدما انهي الاب صلاته وجد ابنه يجلس امامه فبادره بالسؤال : اين كنت ؟
فرد عليه : في المسجد .. فابتسم الاب و قال :وفقك الله الي ما يحب و يرضي
فرد ابنه : امين .. يا ابي اريد ان اطلب منك طلبا
فقال الاب : يا بني ان اردت نقودا فلا تخجل اطلبها مباشرة
فاحمر وجهه في استحياء ثم قال : يا ابي لقد كبرت الان و يجب ان اعمل .. لن اظل عمري أخذ مصروفي منك
فرد الاب باستبشار : حسنا تفعل يا بني
فاردف الابن و قال : اريد منك ان تطلب من عمي ان يوظفني عنده في شركته في السعوديه
فرد الاب باستغراب و قال : و لكنك كنت ترفض فكره العمل بالخارج .. لماذا الان تريد السفر
فاطرق براسه و قال : اريد ان أذهب لزياره بيت الله الحرام
فقال الاب : حسنا يمكنك ان تذهب لقضاء العمره ثم تعود
فقال : لا يا ابي اريد ايضا ان ابتعد عن هنا
فقال الاب : و تتركني انا و امك و انت وحيدنا
فرد عليه : فقط لفتره يا ابي ثم اعود .. ارجوك من اجلي وافق
فاطرق الاب براسه و قال : حسنا يا بني سأصلي الاستخاره و يفعل الله ما يشاء

بعد ثلاثه اسابيع من جلوسه مع ابيه كان يجلس علي متن الطائره الذاهبه به الي الاراضي السعوديه
و تذكر دموع امه و الحاحها عليه بان لا يسافر وتذكر شوقه الي حبيبته و انه فكر كثيرا ان يراها او يكلمها قبل ان يسافر ولكنه لم يستطيع
كان علي يقين انه ان كتب الله له ان يتزوجها فسوف يتزوجها و لو باعد بينهم بحار و محيطات
ذهب الي الله بقلب مكسور و لن يرجعه الله الا مجبور الخاطر

مرت سنه تعلم فيها كثيرا و تقرب الي الله كثيرا ابتسم و هو يجلس في الطائره العائده الي وطنه و هو يتخيل
امه عندما تنظر اليه .. حتما ستندهش فهو الان لديه لحيه و تغيرت طريقه لبسه قليلا و اصبح اكثر رزانه و عقلا
و غالبه شوقه وحنينه فاخذ ينظر الي ساعته متلهفا الي ساعه الوصول

--------------
كانت عائده من عملها متعبه تتلهف الي النوم عندما طرقت امها الباب و قالت لها أذهبي لتكلمي اباكي
نظرت الي امها برجاء و قالت : الا يمكن أن نؤجل الحديث بعد أن أستيقظ
فردت الام : بالطبع لا فأنهم سيأتون الليله
اغلقت عينيها و فتحتها من جديد للتأكد من انها لم تنم بعد و ان ما تقوله امها ليس جزءا من كابوس تتعرض له كل فتره و قالت : من يا أمي
و لكن يبدو انها تاخرت في السؤال لان امها اغلقت الباب وذهبت
فقامت من سريرها في تكاسل و هي تضرب اخماسا في اسداسا و تقول لنفسها : هل هو عريس جديد
اني متعبه تلك الايام ولدي عمل كثير و ليس لدس وقت لهذا
ذهبت الي والدها و قالت : اكنت تريدني يا ابي
فقال : نعم .. وجلست و بدأ يقول لها مواصفات العريس القادم الليله و هي تسمعه بعدم تركيز .. كان كل
تركيزها ينصب في كيف تعود الي سريرها وتنعم بساعتين من الراحه
بعد ان انهي اباها الحديث قالت : حسنا يا ابي يقدر الله ما فيه الخير
و نظر اليها برافه و هو يري عينيها التي تقاوم النوم ثم قال : حسنا أذهبي الان لتنامي

استيقظت علي صوت المنبه التي اصبحت تكرهه هذا الايام وقامت و اغتسلت
و ذهبت الي امها في المطبخ وراتها تعد حلوي فاخذت واحده اكلتها في ملل و قالت : متي سياتون
فقالت لها امها : الا تبدين شيئا من الحماس قليلا
فابتسمت لها و قالت : سأحاول
فنظرت الام لها بغيظ و قالت : اذهبي الان فلم يعد امامك غير نصف ساعه
فقالت : حسنا .ومشت بتمهل كان الامر لا يعنيها

وقفت امام المراه تعدل من حجابها و اخذت تتذكر ما قاله ابيها عن العريس القادم
ثم ابتسمت فهي حتي لا تتذكر اسمه يجب ان تخرج و تسال اباها الان حتي لا تقع في موقف محرج
و لكن صوت جرس الباب سبقها الي اباها فقالت : حسنا يبدو انه قد فات الاوان

خرجت الي الضيوف و سلمت علي الوالده وجلست بشكل تكون فيه غير مقابله للعريس و لا حتي بشكل يسمح لها برؤيته
لا تدري هل فعلت ذلك بقصد ام بدون قصد ولكن هذا ما حدث و بالتالي لم تنم منها اي حركه لتري من هذا القادم الجديد
استشفت من احاديثهم انه يعمل بالخارج وانه مهندس وعلي ما يبدو في مثل مجالها
ذكرتها تلك الاوصاف بذكري مر عليها عام لا تدري ها نسيتها ام مازالت تتذكرها
افاقت من ذكرياتها علي صوت ابيها يدعوها الي الجلوس مع القادم الجديد الذي لم تتبادل معه كلمه منذ مجيئه
فقامت لتجلس معه في الصاله المجاوره الي حجره استقبال الضيوف
و عندما مرت به خجلت ان تنظر اليه مباشره
جلست ونظرت الي الارض منتظره مجيئه فاتي ووقف مكانه ثم قال : اين اجلس
فقط حينما سمعت صوته رفعت راسها بقوه لتنظر اليه
نعم لقد صدقت اذنها ما سمعت انه صوته الذي لم تنساه يوما
انه هو .. فقط تغير قليلا لكنه هو
نظراتها المستعجبه جعلته يقول : الم تكوني تدري انه انا
فحركت راسها ان لا
ثم قالت : ان لم تتكلم منذ ان اتيتم لماذا
فقال لها : وجدتك جلستي بعيدا كي لا تريني .. اعتقدت بانك مازلتي غاضبه مني فأصابني الحزن فلم تكن لي رغبه في الكلام
فردت : لم يكن هذا بقصد مني
فجلس بجوارها و قال : أيعني هذا بأنك لم تعودي غاضبه مني
صمتت فاكمل : لقد تغيرت .. لقد عرفت اين الحق .. كنت كلما أجد طريقي ينقصني الاناره
حتي انار الله طريقي و عرفت الحق وعرفت بان الله جعلك سببا في هدايتي

ثم أخذ يقص عليها كل ما حدث معه وهي تستمع احيانا تبتسم و احيانا تدمع عيناها ولكن شئ وحيد كانت متأكده منه
انها تحبه

--------
تم كل شئ سريعا سيتزوجان وسيقضيا شهر العسل في مكة المكرمة
كانت تجلس بجانبه في الطائره و مازالا مختلفين منذ سنين علي اسم اول طفله لهما
ثم ضحك فجأه فسالته ما الذي يضحكه قال : كانت هناك لحظتين من اسوء لحظات عمري اتدري ما هما
قالت : ما هما ؟
قال : يوم حادث السياره و يوم ان قلتي لي لم اعد اريدك .. اتعلمين لولا ذلك الموقفين لما كنت الان في اسعد لحظات حياتي
فاسندت راسها علي كتفه واغمضت عينيها وقالت : لله في خلقه شئون ..

---

هدايه الله لنا هو المصباح الذي ينير طريقنا

done 29-8-2010 , 7:00 am

الأربعاء، 21 يوليو 2010

نور طريقي - الجزء الاول -


كان قرص الشمس يميل الي المغيب و يشترك مع امواج البحر ليصنع تلك اللوحه البديعه التي من صنع الخالق
كثير من الناس يرون ذلك المنظر و يمرون من امامه مرور الكرام اما هي فكانت تراها معجزه من المعجزات
فتقف لتتأمل قرص الشمس الي ان يختفي ثم ترجع ادراجها الي المنزل
هذه هي عادتها عندما يشغل تفكيرها شئ و دائما ما تجد حلا في ما تفكر بعد رجوعها ولكن هذه المره الامر صعب عليها
كانت تعلم اين يجب ان تذهب و تري الطريق واضحا ولكن القرار صعب بان تحول حياتك من طريق الي طريق اخر
تعلم انها قويه وانها تستطيع اخذ هذا القرار فلماذا اذن متردده الي الان
فردت جسدها علي السرير ونظرت الي سقف الغرفه لتراجع بعقلها ما قالته صديقتها وتلح عليه منذ شهر
هذا حراام يجب ان تقطعي علاقتك به ان كان يحبك سيأتي لخطبتك بعد انتهاء الدراسه
و ان كان نصيبك معه فلا يوجد قوه في الارض تمنع هذا الامر
و لكن يجب الا تغضبي الله حتي يبارك لكما
هذا ما قالته صديقتها التي تعرفت عليها هذا العام .. و رغم معرفتهما القصيره ولكن احبتها كثيرا فهي تأخذ بيدها دوما الي الصواب
و تشعر بالراحه وهي تتكلم معها
ثم تذكرته هو .. تعرفه منذ اربع سنوات منذ دخولها كليه الهندسة
تحبه ويحبها تفهمه ويفهمها دائما ما يقف بجانبها .. عندما تحاول ان تصفه
تجدها تقول هو من اريد ان اكمل حياتي معه
و هو كان يري سعادته في عينها
فهل تتركه بعد كل هذا .. لم يبق سوي هذا العام ثم يحققا معا ما تمنياه
حاولت ان تتخيل حياتها بدونه و ان تتخيل ما ستقوله له فاغمضت عينيها بشده ونزلت دمعه شعرت بسخونتها علي خديها
ثم مسحتها بسرعه عندما سمعت طرقا علي باب الغرفه وقالت : تفضل
فدخل اخيها الصغير ليخبرها بان صديقتها علي الهاتف
فقامت لتكلمها وحاولت قدر الامكان ان لا تفتح معها الموضوع
انقضي يوم عطلتها من الجامعه و ذهبت في اليوم التالي
انتهت المحاضره وكانت تقف مع زميلتها تضحكان ولم تنتبه الي ذلك القادم الا بعدما اصبح
علي بعد خطوات ورات الغضب مرتسم علي وجهه
ثم قال بغضب و بصوت حاد : لماذا هاتفك مغلق منذ مساء امس
حاولت ان تجد مبررا ولكنها لم تجد فهي فعلت ذلك عمدا حتي لا تكلمه كانت
في تلك الفتره تحاول الابتعاد عنه بقدر ما تستطيع حتي تتخذ قرارها
و هوه الان يقف امامها والغضب يكاد يقفز من عينيه يطالبها باجابه
وعندما لم تجبه اشار بيديه الي احد الاعمده وقال : يجب ان اتكلم معكي
في امر هام سأنتظرك هناك ثم رحل بخطوات عصبيه
نظرت الي صديقتها وقالت : هل غلق الهاتف فقط سبب كافي لكل هذا الغضب
فردت صديقتها : ربما هنالك امر اخر
فقالت : حسنا سأذهب لاري ماذا يريد

ثم ذهبت الي مكان وقوفه وجدته يضع يديه الاثنتين في جيب بنطاله وينظر الي الارض في تركيز شديد ظنت انه مازال غاضبا
ففكرت انه اذا ابتسمت سينسي غضبه وينتهي الامر فقالت بمرح : كل هذا لان الهاتف مغلق .. ماذا ستفعل اذن اذا غيرت رقم الهاتف .. ستقتلني ؟
كانت تتوقع ان ينظر اليها بغضب او يبتسم او اي شئ اخر سوي تلك النظره التي طلت من عينيه التي جعلت الابتسامه التي علي شفتيها تذهب و كانها لم تكن
لقد كان حزينا
و دق قلبها بشده كانت تريد ان تقول له اشياء كثيره ولكن منعت نفسها واكتفت بقول : انا اسفه
تحولت نظرته من الحزن الي الجديه وقال : لا تتأسفي فقط اخبريني ما الامر
فقالت : اي امر
قال : انا لست غبيا لماذا تتهربين مني فكرت انه ربما اكون اغضبتك في شئ ولكن هذه ليست طريقتك عندما تغضبين
انا اعرفك جيدا هناك امر يشغل بالك وهذا الامر يخصني اليس كذلك ؟
لم تستطيع ان تجيبه بشئ فنظرت الي الارض لتهرب بعينيها هي لم تستعد لان تنهي الامر الان نعم انها اخذت قرارها بان صديقتها علي صواب ولكن
كانت تنتظر الي ان يأتي الوقت المناسب
نظرت اليه ثانيه عندما قال : فيما مضي كنتي لا تخفين عني شيئا .. ماذا حدث لك أخبريني ؟
عزمت امرها وقالت ما يجب ان تقوله فتنهدت ثم قالت : هل حقا تحبني كما تقول ؟
فاجاب : بالطبع
فقالت : وهل تشك في حبي لك
فنظر اليها مطولا ثم قال : لا
قالت : أذن اسمع ما اقول وارجوك حاول ان تتفهمني
ان علاقتنا حرام و يجب ان تنتهي فبأي حق اكلمك وتكلمني انت لست زوجي ولا خطيبي اعلم انك تقول سيأتي يوم واصبح كذلك و هذا ما اتمناه ولكن
الي ان يأتي هذا اليوم فيجب ان تقطع علاقتك بي حتي يوفقنا الله في حياتنا فيما بعد
و لا تقلق لا احد يأخذ غير نصيبه الذي كتبه الله له
كانت تريد ان تكمل ولكن نظره عينيه جعلتاها تتوقف لا تتدري هل هوه مصدوم ام حزين ام غاضب
فقط ينظر اليها بعدم تصديق لما قالته .. لا يوجد مجال للتراجع يجب ان تنهي كلامها وترحل عنه
نظرت اليه بنظره رجاء وقالت : و يمكنك ان تعرف احوالي واخباري فمازلنا زملاء في نفس الجامعه وانا ايضا ساعرف اخبارك
فقط يجب ان لا تكلمني بعد الان ولا تقف معي . ثم صمتت قليلا وقالت : و لا تقلق لن انساك ابدا
ثم سكتت لتنتظر رده علي ما قالت ولكنه ما زال واقفا في مكانه بتلك النظره و لا يتكلم
مرت دقيقه ثم قال : هل انتهيتي ؟
فاشارت برأسها بالايجاب فقال : حسناسأنصرف الان .. ثم ذهب
و هي ومازالت واقفه بذهول أهذا هوه رده و و ماذا يعني ذلك
جاءت اليها صديقتها وسالتها بقلق : ماذا حدث ؟
فردت و دموعها تتساقط : لقد اخبرته
ثم احتضنتها صديقتها و تحاول تهدئتها ولكن دموعها كانت تتساقط رغما عنها
في الايام التاليه لم تستطع نزول جامعتها وكانت تأتيها صديقتها يوميا تحاول التخفيف عنها و قالت لها : لقد فعلتي ذلك من اجل الله ولن يضيعكي الله ابدا
لا توجد فائده مما تفعلين يجب ان تكملي حياتك
فردت عليها : اعلم ولكن اشعر بالم في قلبي لم اكن اتوقع ان هذا الامر بتلك الصعوبه
فقالت صديقتها اعلم ولكن الامر ليس مستحيلا يمكنك التغلب علي هذا الشعور وسيعينك الله
و أخبرتها بقصه اخيها الذي كان يحب احدي زميلاته ثم انار الله طريقه بالايمان فذهب اليها وقال لها انه سيقطع علاقته بها
من اجل الله وانه يطلب منها ايضا ان تتقرب اكثر من الله و انه بعد انتهاء الجامعه سيأتي لخطبتها ولكن الفتاه رفضت وقالت بانها
لا تريد ان تتزوج بشخص متزمت وقالت له اذهب وتزوج من واحده تشبهك انا لست مثلك عندما احببتك لم تكن هكذا
و علم حينها انها لم تستحق حبه يوما ما و كان يشعر بالالم والحسره ولكن مرت تلك الايام سريعا وهوه الان يحمد الله انه اراه تلك الفتاه علي حقيقتها
كانت تستمع الي صديقتها باهتمام وعندما انتهت قالت : هل تظنين ان نفس الامر سيحدث معي وانه سيكون شخص سئ مثل تلك الفتاه
فردت صديقتها بقوه : حينها يجب ان تحمدي الله لانه انقذك
و لكنها اخذت في البكاء ثانيه فان الامر مازال في بدايته و مازال في صعوبته

-----------

مر اسبوع الي الان وهوه لا يدري ما ذلك الشعور الذي يشعر به يريد ان يبكي ولكن رجولته تأبي عليه
لقد اعتاد ان تكون هي في حياته لم يكن يمر يوم دون ان يسمع صوتها كان يشعر بان روحه قد سلبت منه لم يكن يعلم انه يحبها كل هذا
الحب
سمع دقا علي باب غرفته ورأي الباب يفتح فتحه صغيره ليطل منها رأس صديقه الذي قال : هل انا من المسموح لهم بالدخول
فابتسم له و قال : تفضل
دخل صديقه واغلق الباب وراءه باحكام واقترب منه و قال له بطريقه تمثيليه و بصوت خافت : يمكنك الان ان تخبرني من قتلت ولن اخبر احدا عنك
ابتسم ابتسامه تملأها المراره وقال : ربما انا من قتل
ارتسمت ملامح الجديه علي وجه صديقه الذي قال : أذن الامر كما تقول والدتك انت مكتئب ولا تكلم احدا ولا ترد علي احد
هذا بجانب عدم نزولك الي الجامعه
هيا اخبرني ما الامر
و لم يأخذ جواب غير الصمت
فاكمل حديثه وقد خفت صوته هل الامر يتعلق بها فهي ايضا لم تنزل الجامعه منذ اسبوع
عندما سمع صديقه يذكرها رفع راسه بسرعه وقال : حقا .. لماذا ؟؟ هل هي مريضه ؟ هل بها شئ ؟
نظر اليه صديقه بتعجب وقال له : من يسأل من
فاطرق هوه برأسه ثانيه ولاذ بالصمت
فقال صديقه : أذن الامر كما توقعت يتعلق بها .. ان لم تكن تريد ان تخبرني ما الامر فهذا شأنك ولكن هل تظن ان مشاجره عابره تستحق ان تمتنعا انتما الاثنين عن
الذهاب الي الجامعه
حينها رفع رأسه مره ثانيه وقال : لم تكن مشاجره .. وصمت قليلا ثم اكمل .. لقد انتهي كل شئ
قال صديقه : ماذا تقول ؟؟ كيف ولماذا ؟؟
فرد عليه : انها لا تريد الاستمرار تقول ان علاقتنا حرام
فقال صديقه : بعد كل تلك السنين ..و هل تذكرت هي ذلك فجأه ثم صمت قليلا كأنه يفكر وقال ربما هي تلك الفتاه التي تعرفت عليها حديثا
هي السبب في كل ذلك
فرد عليه : لم يعد يهم هذا الكلام
فقال صديقه : حسنا حسنا ولكن يجب ان تنساها بسرعه فهي لا تستحقك ولا تقلق سأجد لك غيرها من تفوقها جمالا
و ستجعلك تنساها
فرد عليه : لن اجد احدا مثلها او افضل منها ابدا
فقال له : لا تقلق سأجعلها تندم علي ما فعلته وستأتيك حبوا تقول لك سامحني
نظر اليه باستنكار وقال له : ليس هذا ما أريده أنا فقط اريدها ان ترجع لي ليس حبوا ولا تتاسف فقط ترجع وحتي و ان لم تتكلم باي كلمه
فساسامحها فقط تعود الي ثانيه
بعد ان انتهي من جملته وجد هاتف صديقه يرن فسكت الي انهي صديقه المحادثه
وجه صديقه وجهه ناحيته و قال : يجب ان أذهب الان فالامر طارئ وذهب بخطوات سريعه نحو الباب ثم التفت اليه وقال :
سأنتظرك غدا في الجامعه يجب أن تأتي
فرد عليه : لا أدري لست متأكدا أني أريد الذهاب
فقال له : بل يجب أن تأتي فريما تري أشخاص تشتاق الي رؤيتهم ثم غمز له بعينيه وهوه يبتسم
فرد عليه : حسنا ثم ودع صديقه
و رجع الي وحدته من جديد كان يفكر هل يجب عليه ان يكلمها ويطلب منها ان تفكر ثانيه .. لكن هو يعلم كم هي عنيده وانها لا تتراجع
في قرارتها ابدا
ذهب اليوم التالي الي الجامعه كما وعد صديقه و كان يتمني رؤيتها وحتي ان لم يكلمها ولكن خابت اماله فهي لم تأتي هذا اليوم ايضا
بدا بالقلق عليها و أخذ يفكر هل تتألم مثله و سبب انقطاعها عن الجامعه هو نفس اسبابه
قطع حبل أفكاره رؤيته لصديقتها تمشي وحدها ففكر أن يذهب البها ويسألها عنها ولكن تراجع عندما وجد صديقه مقبل عليه ومعه فتاه زميله لهما
و عندما اقترب صديقه قال : خشيت أن لا تأتي
فرد عليه : ليتني ما اتيت
فقال له : دعك من هذا الكلام .. قل لي هل تعرف من هذه و اشار علي الفتاه التي تقف بجانبه
فرد عليه : أظن انها زميله لنا في احد الاقسام الاخري
قال : هذا صحيح اتعلم اني لم اكن اعرف هذا الا منذ ايام حينما جاءت تسأل عنك
فقال باستغراب : تسأل عني أنا
هنا مدت الفتاه يدها اليه و تعرفه بنفسها ثم قالت : لقد لاحظت أنك تغيبت الايام السابقه فسألت صديققك عنك .. هل أنت بخير ؟
رد باستغراب : نعم بخير أشكرك
بعد ذلك أستأذن صديقه متحججا بأجراء مكالمه هاتفيه ووقفت هي وهو وحدهما في صمت
كان هوه يبحث بعينه عن فتاته و هوه يأمل انها تأتي علي موعد المحاضره الثانيه
اما الفتاه التي كانت تقف بجانبه كانت تنظر اليه بشئ من الاعجاب ثم تكلمت و قالت : هل تبحث عن احد ؟
فرد عليها باقتضاب : نعم
قالت : أهي تلك الفتاه
فرد بحيره : اي فتاه ؟
قالت : التي دائما ما اراها معك
قال باستغراب : هل انتي دائما ما تراقبيني
فأطرقت براسها لاسفل وقالت : نعم
رفع احد حاجبيه باستغراب وقال : كم انتي صريحه
فقالت بشئ من الفخر : وجريئه ايضا
احس باستغراب كبير و حيره من تلك الفتاه التي تقف امامه و لم يجد جوابا يستطيع ان يقوله فأثر الصمت
فاكملت هي حديثها : حسنا أنا احب الصراحه و اريد ان اقول لك اني معجبه بك منذ فتره ولكن كدت اصاب باليأس عندما علمت أنك تحب تلك الفتاه
و لكن بعد ما علمت بأمر انفصالكما رجع الامل الي وطلبت من صديقك ان يعرفني اليك
هذا هو كل ما في الامر
نظر اليها بعدم تصديق من جرئتها و اخذ يبحث عن شئ يقوله فلم يجد فتنحنح قليلا ثم قال لها : يجب ان اذهب الان عندي محاضره
ردت عليه بثقه : الساعه الان الحاديه عشر و النصف والمحاضره الساعه الثانيه عشر مازال هناك وقت
ثم اردفت انا لا اريد أجابه منك انا فقط اعدك ان انسيك تلك الفتاه و انك لن تندم علي معرفتك بي فقط اعطني فرصه
تضايق كثيرا من ذكرها فتاته فهوه اخر شئ يريده ان ينساها او يبتعد عنها فرد باقتضاب : اعذريني يجب أن أذهب
ثم رحل سريعا قبل ان تعترض
ظل يمشي في ممرات الكليه وهوه يفكر في تلك الفتاه الجريئه .. أن ملابسها وعدم ارتدائها الحجاب يدل علي انها متحرره و لكن لكل شئ حدود
فهي مهما كان فتاه ولا يجب ان تصرح لاي شاب بأي شئ بتلك الطريقه
اشتاق حينها الي فتاته وتذكر كم كان عندها من حياء و تذكر عندما كانت تتلون وجنتاها بالحمره عندما يخبرها انه يحبها او انه اشتاق اليها
و تأنيبها له انه لا يجب ان يقول لها ذلك
احس حينها ان الفرق بين الفتاتين كالسماء والارض
قطع تفكيره صوت صديقه وهوه ينادي عليه من خلفه فالتفت اليه بغضب وقال له : ما الذي فعلته لماذا تركتني مع تلك الفتاه وحدنا
فرد عليه وهوه يضحك : هي من طلبت مني ذلك .. هيا اخبرني ماذا قالت لك
فرد عليه : لا لن اخبرك مع اني اظن انك تعلم كل شئ وانا احذرك ان تفعل هذا الشئ مره اخري
فابتسم صديقه وهوه يربت علي كتفيه ويقول له : لماذا تنظر الي الامر من نظاره سوداء انظر الي الجزء المنير من الامر يمكنك
ان تستغل اعجاب الفتاه بك ان تغيظ بها حبيبتك فتظن انك سوف تضيع منها فتعود اليك
و ايضا هناك جزء اخر في غاية الانارة ان الفتاه شديده الجمال ومن الغباء ان تضيعها منك هكذا
لم يعجبه ما قال صديقه فلوح اليه بيديه وقال : أنا ذاهب مع السلامه
و رجع بخطوات سريعه الي بيته

---------------------

دخلت عليها والدتها الغرفه وقالت لها : أعطيني سببا واحدا لعدم ذهابك الي الجامعه
فردت عليها : قلت لك يا أمي لا اشعر برغبه في الذهاب أرجوكي لا تضغطي علي
حركت والدتها راسها في يأس وخرجت من الغرفه
قالت في نفسها : لا مجال يجب ان ارجع الي جامعتي يجب ان اتحمل نتائج قراراتي

--------------------

ذهب اليوم التالي الي الجامعه وهوه يأمل أن يراها وبالفعل وجدها تقف مع صديقتها فكاد ان يطير من الفرحه
و كان سيذهب اليها ليكلمها ولكن تذكر كلماتها ورأي ذلك الحزن المرتسم علي وجهها فأثر أن يقف بعيدا
حاول ان ينزل عينيه من عليها ولكن لم يستطيع كان يراقبها بدقه و علم كم هي حزينه مثله
ثم افاق علي صوت تلك الفتاه المتبجحه وهي تقول له : تعليمات الطبيبه تقول ان لا يجب تراقب من تريد ان تنساهم
ابتسم اليها ابتسامه مجامله فاستغلت هي تلك الفرصه وبدأت تتحدث معه
اما هوه فكان عقله في مكان اخر و لم يكن ينصت اليها بتركيز

------------------

علي الجانب الاخر كانت هي تقف تستمع الي صديقتها ثم وجدت زميله لها تضع يديها علي كتفها وتسلم عليها
و تقول : اين أنتي فأنا لم ارك منذ فتره
فابتسمت اليها وقالت : كانت فتره ورحلت سأنتظم من جديد في الحضور
فنظرت اليها زميلتها نظره شفقه وقالت لها : هل هو السبب
فلم تجد هي جوابا تقوله فصمتت فاردفت زميلتها : و لكن قولي لي هل نسيكي بتلك السرعه فانا اجده قد تعرف علي فتاه اخري بسرعه مذهله
فردت عليها بشئ من القلق : أي فتاه
فقالت : هناك .. واشارت علي مكان وقوفهم
هنا حركت عينيها الي المكان التي تشير اليه زميلاتها ورأت اخر شئ تريد رؤيته
لقد وجدت فتاه تقف معه واحدي يديها في بنطالها والاخري تربت بها علي كتفه وهي تضحك

لم تستطع الرد ولكن مشت بسرعه لتدخل الي المدرج الخاص بالمحاضره ووضعت راسها علي ذراعها
ربتت صديقتها علي كتفيها وقالت لا تبكي أرجوكي ما كان يجب ان تخبرك زميلتنا عن تلك الفتاه او اي شئ عنه
فرفعت راسها وعلي عكس توقعات صديقتها فلم تكن تبكي و قالت : ربما كان هذا أفضل
ابتسمت صديقتها وهي تشعر بانها تتحسن والامر لم يعد يعنيها كما كان سابقا
و لكن في الحقيقه كان في داخلها نيران متأججه و جروح دااميه و رغبه في البكاء تلح عليها ولكن حاولت السيطره علي ذلك كله

في جانب اخر كان يقف صديقه وفتاه تكلمه وتقول له لقد نفذت دوري و قد رأتهما و قلت لها ما طلبت مني
ابتسم لها وقال انتي ممثله بارعه
و كان في داخله يشعر بالفخر فكل شئ سار كما يخطط له !!

-----------------

مر شهر و الامور كما هي هو لا يتكلم معها تنفيذا لرغبتها وهي ايضا تحاول التوقف عن التفكير به
بالاخص بعد رؤيتها له يوما بعد يو تتطود علاقته بتلك الفتاة الجديدة التي صادقها
اذن فربما هو لم يحبها يوما و الا لما بحث عن غيرها عندما يصل بها التفكير الي ذلك الامر لم تعد تبكي كما في السابق ولكن بل صارت اكثر قوة

اما هو فقد تراجع مستواه الدراسي نتيجه لتضيع وقته في الخروجات و الكلام مع تلك الفتاه التي احس بانها تسيطر علي حياته شيئا فشيئا
كان ينتظر فقط بان ينتهي من دراسته ويقطع علاقته بتلك الفتاه ويذهب ليتقدم الي الفتاه التي احبها
و ينتهي كل ذلك الالم و المراره التي يشعر بها من فراقها

------------------

دخل الشتاء و اصبح الجو اكثر بروده بالاخص لانهم في محافظه الاسكندرية و ازدادت ايضا الدراسه صعوبة
و بدأت تنشغل في أمور الدراسة وتتناساه شيئا فشيئا
و غيابه المتكرر عن الجامعه ساعدها أكتر ..
اليوم تأخرت هي وصديقتها في الجامعه لاسباب خاصه بمشروع سيتم تسليمه و بدأ الجو يمطر وازدادت قوته بمرور الوقت
فسالتها صديقتها ما العمل لا نستطيع ان نرجع الي بيوتنا في هذا الطقس فاخبرتها انها ستتصل بوالدها لياتي اليهم و عندما اتصلت به اخبرها انه لن يستطيع
ان ياتي اليهما الان اغلقت المكالمه و قالت لصديقتها ما قاله والدها
فقالت لها حسنا ساتصل باخي ربما يستطيع هو القدوم
و بالفعل اتصلت به و اخبرها انه قريب من الجامعه وسياتي اليهما
خرجوا وتوقفوا خارج الجامعه في مكان مظلل ليحتميان من المطر و مرت دقائق واتصل الاخ ليخبر اخته انه قد وصل
و راته اخته وذهبت بصديقتها اليه و ركبوا فالقي التحيه عليهم و سار في الطريق
كان يجد ان ذلك اليوم فرصه جيده ليتعرف علي صديقه اخته التي دائما ما تتكلم عنها وتمتدحها كثيرا
كان يفكر لو انها مناسبه له و يستطيع خطبتها وقد لمحت اخته له بذلك اكثر من مره
و كان الحظ حليفه اليوم بجانب ذلك هي تجلس خلفه ويستطيع ان يراها بوضوح في مراه سيارته
و لكن كان يحاول ان لا يثير انتباهها و لكنه وجدها تنظر الي النافذه و سارحه تماما بشكل يصعب عليها ان تلاحظه
بعد مده و بسبب ازدحام الشارع بالسيارات وجدها فرصه مناسبه للتكلم معها او ادخالها في الحديث فبدأ بسؤالهم عن الجامعه
و عن ما يدرسونه و كان كل مره يتكلم بها يتوقع ان ترد و لكن دائما ما تكون المجيب هي اخته
فشعر بانها لا تنتبه الي الحديث الدائر فوجه سؤالا مباشرا لها و نداها باسمها
فانتبهت له ووجدها تنظر في المراه لترد عليه فتلاقت عيونهم لثواني قبل ان تتمالك نفسها وتخفض عينيها في سرعه
فوجد نفسه يبتسم ابتسامه خفيفه
و ردت هي باقتضاب علي ما قاله
و استكفي هو بما ناله اليوم و لكن في داخله قرر بان تكون تلك الفتاه له

--------------

علي الجانب الاخر اصبح الطالب الذي كان يأمل ان يتخرج ليخطب حبيبته لا يبالي باي شئ لا بدراسته و لا حتي بفتاته
الفتاه الجديده ادخلته في دوامه السهرات و الخروجات و السفريات و ايضا السجائر
كانت تاتي عليه ايام يجلس فيها ليلا في غرفته ويبكي علي ما وصل اليه حاله
يشعر بانه ضائع بانه تغير بانه ليس هو بل شخص غريب لا يعرفه
ثم يأتي اليه شيطانه ليخبره بان اللوم يقع علي الحبيبه الغادره التي تركته
فيرجع الي دوامته ثانيه

-----------------

كل من كان يراها يدرك انه نست تلك التجربه و انها تشعر بتحسن حتي صديقتها المقربه كادت ان تقسم بان الفتي لم يعد يشغل بالها
اما هي في الحقيقه لا تستطيع ان تنساه هل هو وعدها له بان لا تنساه ام هو شئ خارج مقدرتها يمنعها ان تنساه
ام هو ما كانت تقوله لنفسها سيأخذ الامر فتره و ينتهي
و لكنها اعترفت لنفسها بانه يوما عن يوم يقل تفكيرها به وبدأت تشجع نفسها علي استمرارها في هذا
و في موجه السرحان تلك تذكرت اخو صديقتها و تصرفاته التي بدأت تترجمها علي انه اعجاب بها
عند تلك النقطه اوقف سيل الافكار وبدات فكره جديده تتطرا علي الساحه وتاخذ اهتمامها
اذا جاء من يخطبني كيف ستكون رده فعلي فانا منذ سنوات و انا لم اتخيل غير شخص واحد الذي سيصبح زوجي
و لكن ماذا الان
كيف سافكر وكيف ساخذ القرار!!

----------------

مر اسبوع دون ان ينزل الجامعه لاصابته بالانفلونزا و كان لتأثير هذا المرض جانب ايجابي بان ابعده عن اصدقائه لفتره
رغم ان الفتاه لم تتركه يوما دون ان تتصل به
و اليوم قرر ان ينزل الي الجامعه لهدف واحد بان يري الفتاه التي احبها بان يخبرها كم يحتاج لها و ان ترجع اليه من جديد
لقد مل حياته بدونها ليس هذا السبب الوحيد الذي دفعه لهذا القرار بل هناك سبب اخر بان صديقه اخبره
بان الفتاه التي تحبها تتسكع مع اخو صديقتها تركتك من اجل غيرك هذه من كنت تدافع عنها
يومها تشاجر معه و اصر ان يثبت لنفسه وللجميع انها مازالت له ولكن مرضه اخره عن تلك المقابله
كان يفكر طوال الطريق ما الذي سيقوله لها هل يؤنبها ام يعتذر لها ام ماذا يقول
.. احس بغصه في قلبه تلك التي يفكر الان كثيرا كيف يكلمها كانت حبيبته التي يتكلم معها كيفما شاء
و لا يحتاج الي تفكير او عناء ليخبرها بما يريد قوله
و اخذ يقول لنفسه : لما فعلت ذلك بي .. بل لما فعلت ذلك بنا

وصل الي الجامعه و لم يكن يدري ما هي مواعيد محاضرات اليوم ولكن وجد مدرج مفتوح يخرج منه زملائه
اذن لا بد ان المحاضره انتهت فنظر الي الواقفين بالخارج فوجد صديقتها و لكن لم يجدها
فاصابته الحسره وشعر بالضيق فذهب باتجاه باب المدرج ليجلس بالداخل و عند دخوله كان المدرج فارغا
ما عدا من فتاه يبدو عليها انها تبحث عن شئ ضائع منها
كان توليه ظهرها فلم تراه وهو يدخل
اقترب من مكانها بصمت و لكن دقاته قلبه لم تعرف للصمت سبيلا
شعر بان قلبه لم يدق من قبل و انها تلك اول مره يدق فيها
اقترب منها وتنحنح ليعلن عن وجوده
فالتفتت بقوه وراته ..




الجمعة، 19 فبراير 2010

don't cry




فتحت بوابه العماره الفاخره التي تطل علي النيل بصعوبه ثم .. وقعت كل الاكياس التي كانت تحملها
نظرت بعينيها لتبحث عن البواب و لكن تذكرت ان اليوم أستأذن للذهاب الي بلدته
ليطمئن علي امه المريضه
كادت ان تبكي فذراعها يؤلمها بشده ثم نظرت الي كفيها المحمره
ثم حولت بصرها الي الاكياس الملقاه .. لا مفر ستحملهم الي الشقه
و عندما وصلت الي الشقه انزلت الاكياس التي في اليد اليسري وضغطت علي جرس الباب
و لكن لا مجيب تعلم ان اختيها الاثنتين بالداخل وامها ايضا ولكن لا يفتح احد الباب
و ضعت باقي الاكياس علي الارض وفتحت حقيبتها تبحث عن المفتاح ووجدته وحمدت الله انها لم تنساه
فتحت الباب و ادخلت الاكياس وهي في قمه التعب والالم
و ارتمت علي اقرب كرسي دون ان تخلع حذائها .. حقا لا تستطيع ان تخلعه
فيداها الصغيرتين قد تورمتا من ثقل الاكياس وذراعها يؤلمها بشده
و نزلت دموعها
و هي تقول لماذا .. لماذا علي ان اتحمل كل هذا
ثم وضعت راسها علي المنضده القريبه منها و أخذت تتذكر وفاه والدها .. الظهر الذي كانوا يستندون عليه فهي واخواتها بنات
كان نعم الاخ والاب والصديق
بعد وفاته اصر عمها ان تتزوج بابنه الذي يحبها ولكن رفضت وبشده فهو غير متحمل للمسؤليه
حياته لاهيه مليئه بكل المنكرات من اصحاب سوء و فتيات وما خفي كان أعظم
كان ابن عمها يقول لها أذا قبلت به فسيترك كل تلك الاشياء والعادات السيئه فقط اذا قبلت
و لكن هي لا تحبه وتعلم انه اذا توقف من اجلها فسيرجع مره اخري لما عليه و اخبرته انه
يجب ان يتوقف من اجل الله ليس من اجلها ولان ما يفعله حرام
و لكن عمت الذنوب عينيه وهي بالطبع لن توافق بأي حال وساندتها امها في رأيها
و عاقبهم عمها بحرمانها هي واخواتها من ميراثهم الضخم من ابيهم
و اصبحت الام هي من تعول اسرتها بعد وفاه زوجها من مالها الخاص الذي ورثته عن ابيها
و لم يستطيعوا ان يلجأوا الي القضاء فطريق المحاكم طويل وهن نساء لا حول لهم ولا قوة
و عند هذا الحد من التفكير رفعت رأسها لتمسح دموعها
و نظرت الي كفيها من جديد .. الالم بدا يقل و لكن ليس الم الجسد فقط التي تشتكي منه
فالالم النفسي اعظم
فامها مرضت بعد ما حدث لهم من مصائب ولازمت الفراش و كان عليها بما انها الاخت الكبري ان ترعي امها
و اختيها الاثنتين الذين ما زالوا يدرسون
تحمل مسؤليه بيت كامل عبء عليها وهي مازالت صغيره فهي الي الان لم تبلغ 23 من عمرها
لم تتزوج ايضا الي الان .. ورغم كثره المتقدمين لها ولكن كانت ترفض باستمرار
فكيف و لمن ستترك امها المريضه واختيها فلا احد سيقبل ان يقيموا معها في نفس المنزل لترعاهم
و عندما كانت تقول لها يا ابنتي لا تحملي همنا و لا تدفني شبابك من اجلنا كانت تبتسم لها و تقول انا مازالت صغيره وايضا لن اترك
لكم الفرصه لتتخلصوا مني بهذه السهوله
كانت تحاول ان تظهر لامها ان الامر لا يهمها ولكن بداخلها كان يوجد الف صرااع
هي تريد ان يتحمل همها احد ..ان يرعاها احد .. ان تشعر بانها مسؤله من شخص يرعاها
تستطيع ان تقول له ما بداخلها وان يمسح عنها دموعها و الامها

كانت تعلم ان جسدها الذي يهزل يوما عن يوم لن يستطيع التحمل كثيرا و انها ستسقط لا محاله
و لكن كانت تعافر لتأخير هذا اليوم فعائلتها في رقبتها
اذا سقطت سقطوا

عند هذا الحد من التفكير تذكرت عائلتها وامها المريضه التي لم تأكل فمسحت دموعها التي تخفيها دوما عن
اهل البيت وقامت عن كرسيها لتخلع حذائها فلاحظت ان لم يشعر بها احد عندما دخلت وانها كانت تجلس في الظلام
فقامت لتدخل الي غرفتها لتغير ملابسها و لم تسلم علي اختها التي كانت تجلس في غرفتها علي حاسوبها
و يبدو ان امها مازالت نائمه وربما اختها الاخري ايضا
فاخذت تغير ملابسها علي عجل ولكن الم ذراعها زاد من جديد عندما حركته
فامسكت بذراعها و جلست علي سريرها لا تريد ان تبكي ثانيه .. تريد ان يذهب هذا الالم عنها
تريد ان تقوم لتؤدي واجباتها نحوهم
ثم سمعت صوت امها تنادي عليها هل أتيتي
فقامت واجابت علي امها نعم يا امي سأغير ملابسي فقط
فقالت الام حسنا ولكن أسرعي فأنا جائعه
احست بتأنيب الضمير فالوقت الذي ضيعته في بكائها العقيم كانت تجهز فيه الطعام افضل
خرجت من غرفتها واأخذت في تجهيز الطعام علي عجل وسالت عن اختها التي لم تراها قالت لها امها انها نائمه
فقالت حسنا ثم اكملت تجهيز الطعام ثم وضعته امام امها التي زاد مرضها تلك الايام
انتهت امها من الاكل وذهبت الي غرفتها
يجب الان ان تبدأ في و اجبات المنزل فالمشتروات يجب ان تضعها في مكانها
و تنظف المطبخ وزياده علي ذلك غرفتها التي قلبتها اختيها رأسا علي عقب
لا تدري لماذا لا يتحملون المسؤليه فهم لم يعدوا صغارا
و قد زاد الحمل عليها .. نعم انها لا تشتكي ولكن يجب ان يشعروا بها
و في أثناء وقوفها في المطبخ استيقظت اختها النائمه
و وقفت تحكي لها ما فعلته في المدرسه اليوم من مقالب في زملائها واساتذها و كانت تحكي وهي تضحك
و فخوره بنفسها نظرت لها اختها بعتاب وقالت الم اقل لكي يكفي تلك الافعال
و وبختها فاعتذرت لها اختها وقالت حسنا لن افعل ذلك مره اخري
و تركتها لتذهب الي غرفتها وهي تشعر بتأنيب المضير
اوقفت غسل الصحون و سرحت في ما حكت لها اختها .. ان اختيها في مرحله المراهقه ويجب علي احد ان يرشدهم
الي الصواب وهي ليس لديها خبره كبيره في تلك الامور
تنهدت في اسي و قالت لنفسها تزيد الهموم علي راسي يوما بعد يوم
يا رب كن لي عونا

انتهت اخيرا من اعمال المنزل و من طلبات اخواتها التي لا تنتهي وذهبت الي غرفه امها لتطمئن عليها
ووجدتها ناائمه
فخرجت في هدوء الي غرفتها و هي تشعر بالسعاده فقد اتي الوقت التي تفضله ستجلس في سريرها و تقرأ احد كتبها
و عندما نظرت الي ساعتها شهقت فالساعه الان الثانيه و النصف صباحا
لقد مر الوقت دون ان تشعر ويجب ان تنام فالوقت تأخر
و ذهبت الي السرير في استسلام وما ان وضعت راسها علي الوساده حتي نامت من فرط التعب والمجهود

صوت اختها يوقظها من النوم فقالت في نعاس اتركيني انام فلقد نمت البارحه في وقت متأخر
ثم تنبهت علي بكاء اختها فقامت مفزوعه من السرير
و عندما سألت أختها عن سبب بكائها اخبرتها ان والدتها في حاله سيئه
فقامت مسرعه من الفراش لتجد والدتها ملقاه علي الارض تتنفس بصعوبه واختها الاخري تمسك بيديها وتبكي
فذهبت الي امها لتحاول مساعدتها علي النهوض ولكن لم تستطع والدتها الحركه فذهبت الي الهاتف بسرعه للتصل بالمشفي
ليرسلوا سياره الاسعاف

وضعت راسها علي الحائط بجانب الغرفه التي يتم الكشف فيها علي والدتها
كانت تريد من بروده الحائط ان تنتقل الي راسها لتوقف تلك النيران التي تشتعل من راسها لكثره تفكيرها
بما سيحدث غدا
نعم .. لا تدري ماذا سيحدث اذا توفت والدتها
عند وصلها للتفكير الي تلك النقطه تمنت لو تستطيع ضرب راسها بالحائط ليكف عن التفكير
مرت دقائق قليله ثم سمعت صوت خطوات تقترب منها فالتفتت فوجدته ابن عمها الاكبر و قد كان افضل من ابيه واخيه الاصغر
و كان دائم السؤال عنهم والوقوف بجانبهم في محنهم ولكن الي الان لم يستطيع اقناع والده بأرجاع ميراثهم لهم

اقترب منها و علي وجهه القلق وسالها عن حال والدتها فاجابته : لا اعلم فمازال الاطباء في الداخل
فقال : لا تقلقي بأذن الله سيكون خيرا
فاطرقت براسها وقالت : بأذن الله
ثم ذهب الي الكرسي وجلس ينتظر معها خروج الاطباء
بعد مرور خمسه عشر دقيقه و هم في صمت مطبق خرج الطبيب و من بعده الممرضات فسالته : كيف حالها
فتنهد الطبيب وقال تعالي معي نتكلم في غرفتي فذهبت هي وابن عمها خلف الطبيب
و في غرفته قال : اجلسي يا بنتي ثم سكت ونظر الي ابن عمها وقال : هل تقرب اليهم يا بني
فردت : نعم يا دكتور انه ابن عمي فرد الدكتور وقال حسنا تفضل يا بني
ثم اكمل الطبيب كلامه : انتي تعلمين يا ابنتي ان مرض والدتك مزمن ولكن صحتها تلك الايام تتدهور بمعدل خطير
ادي ذلك الي ما حدث اليوم .. لقد افاقت من غيبوبتها بعد مجهود كبير ولقد انتظمت ضربات قلبها ايضا
و لكن يجب ان تجلس في المشفي 3 ايام كي نتابع حالتها الي ان تستقر ولكن لا اخفيكم ربما يتكرر ما حدث اليوم كثيرا
و ربما ايضا .. ثم تنهد وقال علي كل حال الاعمار بيد الله
فاطرقت براسها ولم تستطع منع تلك الدمعه من السقوط من عينيها
نظر اليها ابن عمها في رافه و قال للطبيب متي نستطيع رؤيتها فرد الطبيب : بعد قليل
فشكره واستأذن واخذ ابنه عمه وخرج
و في الطرقه بجانب غرفه والدتها قال : انا اسف لما يحدث .. اني اتمني ان استطيع مساعدتك
فقالت له : لا عليك لا ذنب لك فيما يحدث .. أشكرك كثيرا علي مجيئك
فقال : ارجوكي لا تشكريني فهذا واجبي ثم صمت قليلا واردف يجب ان يكون هنالك رجلا مسؤلا عنكم
اغمضت عينيها بقوه وهي تتمني ان لا يفتح موضوع زواجها من اخيه مره اخري
و عندما لم تجبه بشئ اخذ نفس عميق ثم قال هل تتزوجيني
نظرت ايه باستغراب وقالت : ماذا تقول انت متزوج
فقال و قد حول عينيه الي الارض : اعلم و لكن سيكون زواجنا فقط لارعاكي انتي واخوتك ووالدتك ولكي استطيع ان ارجع اليكم ميراثكم
فقالت : وزوجتك ؟
فقال : ستقتنع باذن الله فان زواجنا سيكون فقط
و لم يستطع ان يكمل جملته فقد قاطعته بغضب : ماذا تظنون انفسكم
ماذا تظنونني بضاعه تباع وتشتري ام ماذا انا انسانه لدي مشاعر.. تجري في عروقي دماء و للاسف انها مثل الدماء التي تجري في عروقكم
ان كنتم نسيتم فانا ابنه عمكم .. دماءنا واحده و اسماءنا واحده
لمااذا ؟.. لقد كنت اظنك غيرهم و تشعر بنا
ولم تستطع الصمود اكثر فبكت
فاقترب منها ببطء وقال لها ارجوكي توقفي عن البكاء انا هنا لاساعدك ارجوكي فكري بعقلك لا بعواطفك
فمسحت عينيها بمنديلها و قالت تفضل اكمل ما كنت ستقول
فتنهد وقال : انتي الان ترفضين كل من يتقدم لكي لانك تريدين رعايه اسرتك
ووالدتك حالتها تزداد سواءا ولا ندري الي متي ستظل علي قيد الحياه انا اعتذر عما اقول ولكن هي الحقيقه
لا يمكن ان تعيشوا وحدكم وانتم بنات هذا خطر
لقد بحثت عن الخيارات الافضل لم اجد سوي ان تتزوجي اخي وبما انك لا تريدينه ومعكي كل الحق
فليس امامي سوي ان اتزوجكي انا وستظلين في مقام اختي وسأرعاكم علي قدر ما استطيع
اعلم ان كلامي مؤلم و الله يعلم كم يتمزق قلبي من اجلكم ولكن هذا هوه كلام العقل

نظرت الي عينيه فوجدته صادق فيما يقول فقالت له : اشكرك لانك تفكر من اجلنا ولكن اعذرني لا استطيع
و لا تقلق فان لدينا رب يرعانا ولن يتركنا ابدا
كانت تجاهد لتستطيع منع دموعها من النزول مره اخري وقد جاء صوت من خلفها كان منقذها من هذا الموقف
فالتفتت لتجد طبيب صغير في السن يسألها هل انتي ابنه المريضه التي في الحجره فاجابت نعم
فقال انا الطبيب الذي سيكون المسئول عن حالة والدتك من الان فصاعدا
فاندهشت وقالت : لماذا اين ذهب الطبيب المسئول عن حالتها فهو الملم بمرضها منذ ان اصابها و ظهر علي وجهها الهلع
فابتسم يطمئنها وقال : لا تقلقي انا ابنه وقد راجعت ملف والدتك جيدا ولكن ابي ربما سيسافر الايام القادمه الي الخارج
و لابد من وجود طبيب يتابع حالتها
فتنهدت وقالت : حسنا .. أشكرك يا دكتور
فقال لا تشكريني فهذا واجبي اذا احتاجت اي شئ يمكنك منداتي .. و يمكنك الان الدخول والاطمئنان عليها
ثم ابتسم وانصرف

دخلت الي والدتها فوجدتها نائمه من تأثير الادويه ولم يجد ابن عمها داعيا من وجده و بعد توتر الجو بينه وبينها فاستاذن وانصرف
فجلست علي الاريكه و اسندت زراعها علي ظهر الاريكه ووضعت راسها علي كفيها
و اخذت تفكر في ما قاله ابن عمها وشعرت بان قلبها ينقبض فهي تشعر بانها لم تعد تستطيع الاحتمال
و مرت دقائق ثم ذهبت في نوم عميق

مرت الساعات وجاء موعد مرور الطبيب علي الوالده و طرق الباب ودخل فوجد الام جالسه في سريرها في صمت
فذهب اليها وقد لاحظ وجدود احد علي الاريكه ثم سالها عن حالتها فقالت : انا بخير اشكرك
فاخذ يطمئن علي استقرار حالتها ثم وجدها تلف راسها في اتجاه الاريكه فلف راسه ووجدها تنظر لابنتها التي لاحظ الان انها نائمه ولم تشعر
بدخول احد
ثم نظر الي الام الذي وجد دموعها تنزل في صمت
فاعتدل في وقفته وامر الممرضه بالخروج من الغرفه وجلس علي الكرسي المجاور الي سرير الام
فسالته بصوت متهدج من بكائها وقالت : لماذا لم تكمل الكشف يا دكتور
فصمت قليلا ثم رفع راسه وقال : بكائك وحالتك النفسيه السيئه هي من تزيد من حالتك سوءا
ثم اني لا استطيع ان أري سيده في سن والدتي تبكي فهذا يؤلمني
فقالت : أعذرني يا بني ولكنه قلب الام الذي ..
ثم صمتت ولم تكمل كلامها
فنظر اليها وقال : الذي ماذا .. اكملي
فقالت : لا يا بني لا تشغل بالك بهمومي
فقال : هذا عملي .. ان لم اشغل بالي بهموم مرضاي فكيف ساساعدهم علي الشفاء بأذن الله
اعتبريني كأبن لك .. يمكنك ان تثقي في
فتكلمت الام التي كانت تحتاج في ذلك الوقت الي من يخفف عنها فهي تري فلذه كبدها تحمل هما اكثر من تحملها
تري شباب فتاتها يضيع في خدمتها هي وبناتها .. تراها تتحمل الهموم و الصعاب في صبر وصمت
يا ليتها تتكلم او تصرخ وتقول كفي ولكن تتحمل وتتحمل
و أخذت تقص عليه كل شئ من معناتهم
و بعد ان انتهت اطرق الطبيب براسه وهو يحاول ان يتماسك امامها ثم تذكر شئ
و قال انتي تقولين ان ابنتك ليست متزوجه وليس لها اخوات ولكن اليوم كان هناك شاب يقف معها
فقالت الام برعب هل جاء .. فرد عليها من هو ؟
فقالت ابن عمها .. فصمت وقال نعم اعتقد ذلك
فنظرت الام بسرعه الي ابنتها النائمه وقالت الان فقط علمت ما سبب الحزن التي هي فيه
فقال وكيف علمتي بأنها حزينه .فقالت من وضعيه جلستها
فهي لا تضع راسها علي ذراعها بتلك الطريقه الا عندما تكون في قمه الحزن
فابتسم الطبيب وقال فعلا ما اروع الامهات فانهم يفهموننا اكثر من انفسنا
ثم قال هل يمكننا ان نكمل الكشف الان فاجابت نعم
و قد احست بتحسن كبير بعد كلامها مع الطبيب
و خرج الطبيب من الغرفه لينادي علي الممرضه التي اتت وفي اثناء ذلك استيقظت الفتاه
و هي تحاول ان تستوعب اين هي و ماذا يحدث
و ما ان تذكرت ذهبت الي سرير والدتها سريعا لتتطمئن عليها
فاحتضنتها الام وقالت هوني عليكي انا بخير
اكمل الطبيب كشفه وخرجت الممرضه ووقف ليسئل الفتاه التي كانت تمسك ذراعها في الم هل انتي بخير
فقالت نعم فقال ربما ذلك الالم التي تشعرين به من أثر نومك علي ذراعك
استغربت من معرفته بانها تتألم و ردت فقالت : نعم أظن ذلك
ثم قالت والدتها : يجب ان تذهبي الي البيت لترتاحي
و عندما سمعت امها تقول البيت تذكرت اختيها وقالت بفزع لقد نسيت امرهما نسيت ان اطمئنهما عليكي
و ذهبت الي حقيبتها لتبحث عن هاتفها فلم تجده فقالت بيأس لابد واني قد نسيت هاتفي في المنزل
فوجدت الطبيب يقترب منها ويعطيها هاتفه الخاص ويقول : تفضلي يمكنك ان تكلميهم من عليه
فنظرت له بامتنان و اتصلت علي اختيها فردت احداهما و اعتذرت منها انها لم تستطيع ان تطمئنهما لانها نسيت
و عرفت منهم انهم هم من اخبروا ابن عمهم بدخول امها المشفي وقد طمئنهم هو
فحمدت الله و قالت لهم انها أتيه اليهم
و اغلقت الهاتف و اعطته الي الطبيب الذي كان يراقبها وهي تتكلم وعلي وجهه ابتسامه هادئه
فتعجبت كثيرا ولكنها قالت له شكرا
و نظرت الي ساعتها ثم شهقت فالساعه الان الثانيه عشر مساءا كيف ستذهب الي البيت وحدها
ثم نظرت الي امها في صمت وبداخلها غضب كبير من نفسها لماذا تخاف من قياده السيارات الي هذا الحد
لو كانت تقود سياره لما كان هناك مشكله الان
و قاطع تفكيرها الطبيب وقال هل سيوصلك احدا الي المنزل او انك تملكين سياره
فقالت: لا
فقال : لا تقولي لي ان ستركبين سياره اجره وحدك في ذلك الوقت
فقالت : لا
فرفع احد حاجبيه وقال اذن هل سيأي سوبر مان ويطير بك
فضحكت امها و نظرت هي اليه و قد ملأ الحزن عينيها و قالت مازالت افكر في حل
عندما نظرت اليه بتلك النظره التي ملؤها الحزن احس بتأنيب الضمير
كيف يسخر من الفتاه و هي في مثل تلك الظروف
فتحولت ملامحه المبتسمه لملامح شخص يشعر بالاسي و التفت الي امها وقال : لقد انتهت نوبه عملي وسأذهب الان الي البيت ويمكنني ان اوصلها
في طريقي اذا وافقتي
فنظرت اليه الام بامتنان و قالت : شكرا لك يا بني سيكون جميلا لا انساه لك ابدا
فابتسم ثم تحول الي الفتاه وقال سأنتظرك عند صاله الاستقبال سأكون هناك خلال خمس دقائق
ثم رحل عن الغرفه دون ان يسمع ردها او رأيها في الموضوع
فقد كان يشعر بانها سترفض لذلك حاول وضعها امام الامر الواقع

بعد خمس دقائق وجدته كما قال لها في صاله الاستقبال
و قادها الي سيارته وهي لا تتكلم بكلمه واحده
بعد ان ركبا سالها اين تسكنين فدلته علي العنوان ولم تنطق بكلمه بعدها
في اثناء الطريق حاول ان يكلمها اكثر من مره ولكن كانت ترد سريعا و باقتضاب
فسالها هل انتي غاضبه لاني سأوصلك الي المنزل
فقالت لا
فقال هل هناك شئ يغضبك
فقالت لا
فقال لماذا انتي اذن غاضبه
فنظرت اليه بهدوء و قالت لست غاضبه
فقال جيد جدا انتي تستطيعين قول شئ غير لا
ثم قال : اذن انتي لا تضحكين ابدا و كلامك قليل ودائما ما تحملين هم غيرك و اعتقد ان سنك 20 سنه
هل اخطاءت في تقيمي
فنظرت اليه وقالت :
لا اضحك عندما اكون حزينه وامي في المشفي و اتكلم عندما اكون في حاله نفسيه جيده تسمح لي بالكلام
و اتحمل هم من انا مسؤله عنهم و عمري 22 عاما
ثم لفت وجهها مره اخري ناحيه النافذه
احس هو بتأنيب الضمير مره اخري ولكن هوه يريد حقا ان يخفف عنها
فقال انا اعتذر ان كنت ضايقتك
و لم يتلقي اي رد وظل الصمت مطبقا الي ان وصلا الي المنزل وقبل ان تفتح باب السياره قالت له
اشكرك بشده لن أنسي لك جميلك و شكرا لمحاولتك التخفيف عني
ثم همت بالنزول فقال لها انتظري يمكنك ان تردي لي الجميل الان
فنظرت له باستغراب وقالت كيف
قال فقط ابتسمي
رفعت احدي حاجبيها باستغراب وابتسمت رغما عنها و قالت : افضل ان ابقي مدينه لك
فابتسم هو بالتالي و قال : لم تعودي كذلك
ثم ذهبت وظل يراقبها الا ان دخلت الي العماره وجلس دقيقتين الا ان اطمئن انها ستكون وصلت الي شقتها
ثم رحل

صعدت الي شقتها وهي تبتسم فلقد نجح في اجبارها علي ان تبتسم
و اخذت تقول في عقلها ما هذا الطبيب العجيب واحست بانها تقدره كثيرا
دخلت الشقه ووجدت اختيها تنتظراها ثم نظرت الي الشقه فوجدتها مرتبه فرفعت حاجبيها ونظرت اليهم وقالت
هل يجب ان تذهب أمي الي المشفي لاجد كل هذا التعاون منكما
ففوجئت باختها الصغري تجري الي احضانها وتقول هل ستعود امي الي المنزل مره اخري
فقالت نعم لا تقلقي هي بخير وستعود بأذن الله بعد ايام قليله
ثم ذهبت الي غرفتها لتنام
و عندما وضعت راسها علي وسادتها تذكرت ذاك الطبيب وهو يقول فقط ابتسمي
فابتسمت ونامت في هدوء

استيقظت اليوم التالي وقد شعرت بنشاط اكبر فقد أخذت قسطا من الراحه لا بأس به
و أخذت أختيها وذهبوا الي المشفي وعندما دخلوا الي الغرفه كان الطبيب موجودا
و ما ان راته حتي ابتسمت له و لكنه لم يعيرها انتباها وحول راسه ناحيه والدتها و اكمل عمله
كانه لم يرها
احست بالغضب من نفسها مالها تبتسم له من يكون لتفعل ذلك و قطع تفكيرها صوته الهامس وهو يقول أري انك اصبحتي تبتسمين كثيرا
ثم ابتسم لها في هدوء
فنظرت لها ناظره صامته ولم ترد عليه و حولت نظرها الي اخوتها المنشغلين بوالدتهم
و تعجبت انه ما زال واقفا فنظرت اليه فوجدته يتأملها بهدوء فشعرت بالحياء واحمرت وجنتاها
و حاولت تبتعد عنه ولكنه قال في كل يوم اكتشف شئ جديد
البارحه اكتشفت انك تستطيعين الابتسام واليوم وجنتاك تتلونان عندما انظر اليكي
يا تري ماذا سأكتشف غدا
كان يتكلم بمرح و لكن فوجئ بها تقول ارجوك ابتعد عني
و تركته وذهبت الي والدتها فوقف عند باب الغرفه يحاول ان يستوعب ما قالته توا.. ثم فتح باب الغرفه وهم بالانصراف
ثم رجع مره اخري وقال يا انسه ارجو ان تاتي الي غرفتي بعد قليل بخصوص ملف والدتك
فنظرت اليه وقالت حسنا

في غرفته طرقت الباب برفق فقال لها تفضلي و جلست و سالها ان كانت تريد ان تشرب شيئا
فقالت لا ثم بدأ حديثه وقال حسنا اليكي الامر لقد ظللت طوال الليل افكر بكي
ثم صمت ينتظر منها جوبا او اي شئ
و لكنها تنهدت ووضعت راسها علي كفيها
فقال لها ارجوكي لا تفعلي ذلك فرفعت راسها باستغراب وقالت : افعل ماذا ؟
قال : لا تضعي رأسك هكذا
فقالت وقد زادت تعجبا : لماذا ؟
فقال : لانك تكونين غايه في الحزن عندما تفعلين ذلك
فنظرت ليه بتعجب وهي لا تدري كيف علم بهذا الامر فسالته : انت طبيب في اي تخصص بالتحديد
فضحك و قال ان طبيب قلوب

في اليوم التالي كانت جالسه في غرفه امها ثم وجدت طرق علي باب الغرفه ووجدت الممرضه
تخبرها بان الطبيب يريدها ان تذهب اليه الان
فتنهدت وقامت وقالت حسنا ووجدت امها تبتسم
فسالتها علام تبتسمين يا امي فقالت : هذا الطبيب انا لا افهم تصرفاته ثم غمزت لها بعينيها
فابتسمت في حياء وقالت : سأذهب الان

طرقت باب الغرفه في هدوء وحين سمعت صوته يأذن لها بالدخول دخلت ووقفت امام مكتبه وهي صامته
وضع الاوراق التي كان ينظر اليها جانبها ونظر اليها في تساؤل
ظلت صامته وهو صامت فقال لها : خيرا هل هنالك مشكله
نظرت اليه بتعجب وقالت : الم تطلب اني احضر الي مكتبك
رفع حاجبيه باستغراب وقال : أنا؟
نظرت في حيره وقالت :أذن من؟
ابتسم و قال لها : هل تختلقين القصص لتأتين الي مكتبي؟
غضبت وقالت : ولماذا أفعل ذلك ؟
قال : ربما اردتي رؤيتي
فقالت : ماذا تقول
فقال : لو كنتي طلبتي مني المجئ كنت سأتي اليك دون ان تتعبي نفسك بالمجئ
فاستدارت لتهم بالخروج من الغرفه فوجدته يضحك بقوه ويقول لا تغضبي
فنظرت اليه وقالت : هل لك ان تشرح لي ماذا يحدث ؟
فقال بهدوء وقد وضع رجله اليمني علي اليسري : كنت أمزح معكي
فقالت : يسرني أن أقول لك بأنك ثقيل الظل
فأطلق صفير هادئ ثم قال وهو يبتسم : هل اعتبر تلك الكلمات أهانه
فقالت : بل رأيي المتواضع
فابتسم وقام من خلف مكتبه و أزاح أحد الكرسيين الموجودين امام مكتبه وقال هلا تفضلتي و شرفتيني بالجلوس قليلا
رفعت احدي حاجبيها استغرابا لتلك الطريقه التي يتكلم بها وذهبت الي الكرسي الاخر وجلست
اخذ يضحك ثم قال : أذن أنتي تعاندينني
لم ترد عليه و نظرت الي الارض
فجلس قبلاتها ثم قال : أنا من طلب الي والدي ان أكون المسئول عن حاله والدتك
فقالت في تعجب : و لماذا ؟
فرد : لكي اتعرف عليكي من قرب
فزاد عجبها و قالت :لماذا و كيف فانت لا تعرفني الا منذ يومين
فقال بهدوء : لا .. أنا رأيتك منذ 5 شهور.. منذ ان مرضت امك وتولي ابي علاجها كان دائم الكلام عنك
فهو شديد الاعجاب بك و من كثره كلامه عنكي طلبت منه ان أراكي فقال لي علي موعد زيارة والدتك المشفي
و رأيتك يومها
ثم صمت لينتظر منها اي رده فعل لما يقول ولكن ظلت صامته
فاكمل كلامه : و من ذلك اليوم وانا احاول ان اعرف اي معلومات عنك و لقد نجحت في جمع كميه من المعلومات لا بأ س بها
و لكن لاقول الحق فان معرفتك من قرب تجعلني اشعر ان ما جمعت من معلومات ليس لها فائده
فقالت : و لما تفعل ذلك كله
قال : انا اهوي جمع الاشياء القيمه وابتسم
فاطرقت برأسها الي الاسفل فقال لها هل كلامي ضايقك
فقالت : هل تسمح لي بالاستأذان
فقال باسي : بالطبع ان كنتي تريدين ذلك

و منذ ذاك الحين وهوه يحاول ان لا يضايقها باي شئ فقلل كلامه معها الا للحاجه
كان يريد ان يثبت لها انه يحبها بالفعل قبل ان يكمل اعترافه لها
و بالفعل فقد بدأ يتقرب الي العائله شيئا فشيئا و يرعاهم بلطف كبير
اما هي فقد كانت تحاول ان تخفي ذلك الصراع الموجود بداخلها
قلبها يميل اليه وعقلها يجبرها علي الابتعاد فقلبها لا يريد ان يبتعد عن هذا الشخص الذي اختاره
و عقلها يخبرها ما فائده التعلق بامل ضائع فهي لن تستطيع ترك اسرتها وهوه لن يقبل بان يتزوج بفتاه نصفها معه
و نصفها الاخر مع عائلتها لن يقبل بنصف زوجه حتي و لو كان يحبها
و لكن قلبها يدخل الصراع الان ليعطيها الامل بانه سيفعل من اجلها اي شئ
و ينتهي ذلك الصراع بتنهيده تخرج من اعماقها ودمعه تسيل علي خديها تمسحها بسرعه كي لا يشعر بها أحد

مر علي خروج والدتها من المشفي شهر وقد تكفل الطبيب بالمجئ الي البيت يوما بعد يوم للاطمئنان علي صحتها
و مراعتها .. كان الجميع يعرف ان السبب الحقيقي هوه الفتاه وليس امها
و لكن لم يجرء احد ان يبوح بذلك الامر لها
فهم يعرفون رده فعلها في تلك الامور
و لكن الشئ الجيد ان الام بدأت تتحسن صحتها بعد تحسن نفسيتها و سعادتها برعايه ذاك الطبيب لابنتها
كانت تتمني لو تري ابنتها في بيت الزوجيه و تسعد باحفادها قبل ان تموت
و لن تجد افضل من هذا الشاب ذو الخلق لتأتمنه علي ابنتها
و تذكرت تلك الابتسامه التي ترتسم علي وجهه حين يري ابنتها
و ايضا ابتسامه ابنتها التي زادت تلك الايام
فهي لا تريد من تلك الدنيا شئ سوي ان تري اولادها سعداء مرتاحين البال

مر اسبوع دون ان يأتي الطبيب شعر الجميع بالقلق فلقد عودهم علي انه دائم السؤال
و أخذت تلح الام علي ابنتها علي السؤال عليه ربما اصابه شئ وهذا من الواجب
فانه لم يقصر معهم
فوافقت الابنه علي الاتصال بالمشفي للسؤال عليه وليس الاتصال به فوافقت الام علي مضض
و حينما اتصلت بالمشفي اخبروها انه بخير ويأتي الي العمل يوميا
فشكرتهم وطمأنت امها

مرت ثلاثه ايام اخري و الاوضاع ما زالت كما هي
امسكت بهاتفها ونظرت الي زر الاتصال هل تتصل به ام لا .. و بدأ صراع القلب والعقل من جديد
اخذت تفكر كيف يتركني هكذا مره واحده دون اي كلام او أعذار
و جلست تحاول تتذكر في اخر مره راته فيها هل حدث شئ اغضبه
كل ما تذكرته انه كان شديد اللطف وكان ينظر اليها كثيرا و تذكرت عندما هم بالخروج من باب الشقه ورجع وناداها باسمها
و كان يهم بقول شئ ولكن تراجع في اللحظه الاخيره
يا تري هل كان سيخبرني انه سيخرج من حياتي ام انه مل منا ومن السؤال عنا
و عند وصولها الي تلك النقطه من التفكير عدلت من وضع هاتفها وضغطت علي زر الاتصال
أخذ الهاتف يرن طويلا و ما من مجيب .. ربما لا يود ان يحدثها فاغلقت الخط و هي تشعر بالمراره أذن فقد مل منا
مرت دقائق قليله ودق هاتفها فامسكت به تري من المتصل فوجدته هوه وبلا شعور ردت بسرعه
قال : كيف حالك
قالت : بخير
قال : انا اسف لم استطع الرد عليكي فلقد كنت أكشف علي مريض
قالت : لا بأس
و صمتت وصمت
شعرت بالخجل فلابد من وجود سبب لاتصالها به
فقطعت الصمت و قالت : لقد كنت اتصل بك لأسأل عنك هل انت بخير
فقال : نعم أشكرك
فقالت : الحمد لله
فقال: كيف حال والدتك
فردت : بخير
و رجع الصمت من جديد
فقطعه صوته وهوه يقول : سأتي لزيارتكم غدا الساعه ..
فقاطعته وقالت : لالا انا لم اتصل بك لذلك
فقال : الا تريدين ان تريني
فردت بصوت خافت : انا لم أقصد
فقال بلهجه عتاب :مرت تسعه ايام منذ ان كنت عندكم ولم تحاولي السؤال عني و عندما اخيرا تذكرتيني لا تريديني ان أتي اليكم
لم تستطع الرد فلقد عرفت بانه حزين لعدم سؤالها عنه
و عندما لم يجد منها ردا قال :قوليها ان كنتي تريدين من انا كي اطالبك بالسؤال عني
حينها تيقنت بانه الايام الماضيه كان يتألم مثلها وهي بقسوتها لم تكلمه.. الا يكفيه انها دائما ما تعامله بجفاء
احست بغصه في حلقها و بقلبها يتألم فالرجل الوحيد الذي دخل الي قلبها حزين يتألم وهي السبب
و نزلت دموعها
و لكن لابد لها ان ترد وتخبره بالحقيقه .. فجاء صوتها مخنوقا بالعبرات و قالت :لا تقل ذلك ارجوك
عندما سمع صوتها عرف انها تبكي و رغم حزنه من انه السبب في تلك الدوع ولكن كان سعيدا لانه احس بانها تهتم بأمره
و تركها تكمل كلامها فقالت : لقد اتصلت بالمشفي لاطمئن عليك وقد اخبروني انك بخير
و لم ارد الاتصال بك خفت ان تشعر باننا ثقل عليك
احس بانه احرجها بكلامه فاراد ان يدير عجله الحديث الي اتجاه اخر
فقال وقد بدأت صوته يميل الي المرح :هل تعلمين لقد اكتشفت الايام الماضيه اكتشافا عظيما
فقالت : ما هو
فاطلق تنهيده ثم قال : أني أحبك و أنك تملئين عقلي وقلبي
احمرو جهها بسرعه خياليه و لم تستطع الرد عليه فماذا تقول له انها هي الاخري تشعر بذلك
و لكنه هوه الاخر كان صامتا منتظر اي رد اي شئ يجعله يتيقن بانها تحبه
فقالت له : يجب ان انهي الاتصال الان
فقال : حسنا ولكن لم تقولي لي هل اتي اليكم غدا ام انك لن تفتحي لي الباب
فضحكت وقالت : اهلا وسهلا بك في اي وقت
فقال : حسنا سأتي الساعه الخامسه
فوافقت وانهت الاتصال

اتي اليوم التالي سريعا وأتت الساعه الخامسه
كانت تشعر بالتوتر لا تدري لماذا ولكن منذ ان استيقظت وهي متوتره غيرت الطقم الذي تلبسه اكثر من 3 مرات
و دخلت عليها اختها و رات الملابس الملقاه علي السرير وخزانه الملابس المفتوحه علي مصرعييها
فقالت لها ما الامر
فردت : اشيري علي ماذا البس اليوم
فقالت بخبث : ومن سيأتي اليوم
فنظرت اليها اختها بغضب وقالت : اخرجي من الغرفه الان
فاخذت تضحك وقالت : اخبريني هل اليوم هوه اليوم الحاسم
فوضعت اختها صابعها علي شفتيها كانها تفكر في شئ ثم أخت الوساده الموجوده علي الاريكه المجاوره لها
و القتها علي اختها التي اكملت ضحكها في استمتاع
و دق جرس الباب
فحرجت الاخت الصغري سريعا لكي تترك اختها تكمل ملابسها

ذهبت اختها الصغري لتفتح الباب ولم تستطع كتم اعجابها عندما رات من الطارق
فقد كان يلبس طقم في غايه الاناقه و يحمل باقه من الورود الحمراء غايه في الروعه
و لم تتمالك نفسها فأخذت تتضحك فدخل و اغلق الباب بهدوء والتفت اليها ورفع احد حاجبيه وقال هل يمكن أن أسألك
ما سبب ذلك الضحك فوضعت يديها علي فمها وقالت : فقط انت تحتاج الي ان يصورك احد
فقاطعهم صوت من خلفهم يقول : وانتي تحتاجين ان يقطع لسانك احد
فالتفت بسرعه الي مصدر الصوت و ابتسم لم يكن يدري ماذا يقول فاكتفي بالنظر الي تلك العينين التي اشتاق لهما
فقالت الاخت بسرعه سوف اخبر امي عن قدومك وذهبت
و شكرها في داخله لذكائها و تذكر باقه الورد التي مازال يحملها
فاقترب منها وقال لها تفضلي
فابتسمت في خجل وقالت : أشكرك
ثم قادته الي غرفه استقبال الضيوف
و ما هي الا دقائق حتي جاءت والدتها ترحب به
و مرت دقائق واستأذنت هي لتذهب الي المطبخ

كانت لا تسمع حديثه مع والدتها ولكن كانت تشعر بما سيقوله لها
كانت تشعر بان لحظه الاختيار ستكون قريبه وربما مؤلمه
كانت تتمني لو تعيش في ذاك الحلم دون ان ينتهي و لكن لكل شئ نهايه

مرت عشر دقائق ثم دخلت اليهم وقدمت اليه طبق الحلوي والعصير فشكرها وجلست
فوجدت امها تقوم و تقول له : كما أخبرتك يجب ان تخبرها أنت و الامر يرجع اليها ثم دعت لهما وذهبت
عندما سمعت كلام امها شعرت بان قلبها يكاد ان يتوقف وان يديها اصبحتا باردتين وكان الدماء قد تجمدت في عروقها
ثم سمعته يناديها فنظرت اليه
فقال لها وهوه يشير الي المكان التي كانت تجلس فيه امها وقال هل يمكنك ان تأتي وتجلسي هنا
فنفذت ما طلب في صمت ووجدته يطرق براسه الي الارض ويحرك قدميه في توتر
ثم رفع رأسه ومرت دقيقه ثم قال : هل تقبلين الزواج بي
هي لا تستطيع ان تنطق باي حرف ماذا تقول له .. هل تقول له مثلما قالت لجميع من اتي لخطبتها من قبل
ام تستمع الي نداء قلبها وتوافق علي سعادتها .. علي حلمها بان تصبح جزء من قلبه وحياته
اغمضت عينيها بقوه وخانتها دمعتها التي تحاول حبسها فنزلت حره طليقه تسير بهدوء علي خدها
فتحت عينيها علي صوته وهوه يقول : لماذا ؟
فطأطأت برأسها وهي تقول : امي واخوتي لا استطيع تركهم
فقال : ولكن سيأتي اليوم الذي تتركينهم وتتزوجي فيه
فقالت : لا لن أفعل
فقال بدهشه ممزوجه بغضب : افيقي .. سيأتي اليوم التي تكبرا فيه اخواتك وتتزوجان ويصبح لكل واحده منهن حياتها
و امك ايضا لن تعيش معكي طول العمر
حينها ماذا ستفعلين
قالت : سأكون حينها قد أديت واجبي نوحهم و هذا يرضيني
فقال : وواجبك ناحيه نفسك .. ناحيه قلبك
فقالت : ارجوك كفي
قال : و انا ؟؟ ماذا امثل عندك ؟ الطبيب المسؤل عن امك ؟؟ اجيبيني .. هل هذه مكانتي في حياتك ؟ هل هذا هوه دوري ؟
فاشرات براسها وهي تبكي ان لا و قالت : أرجوك .. أرجوك أنا أريد ولكن لا أستطيع .. سامحني
قام ووقف سريعا وقال بل سامحيني انتي ثم انصرف و توقف عن باقه الورود الموضوعه علي المنضده واخذ منها واحده
و رجع اليها كانت مازالت تبكي فاخرج منديلا من جيبه واعطاه لها وقال لا تبكين ووضع الورده امامها في هدوء وانصرف

مر اسبوع علي ما حدث وكانت حاله والدتها في تدهور نتيجه لرفض ابنتها ولرؤيه علامات الالم المرسومه علي وجه ابنتها
لم تستطع تحمل فكره انها المسؤله عن الم ابنتها وكان الايام تعيد نفسها
ها هي تستيقظ علي صوت اختها الباكي .. ذهابها بامها الي المشفي ..تضع راسها علي الحائط تنتظر الطبيب
الاب فلم تعد هنالك حاجه من ان يظل ابنه المسؤل عن الحاله

سمعت صوتا يأتي من اخر الممر فراته واقفا وبيده ورقه ينظر اليها وممرضه تقف بجانبهاو عندما راته نظرت الي الجهه المقابله
و لكنه رأها هوه الاخر حاول ان يتجاهل الامر
و لكن لم يستطع .. رغم ما حدث فهو مازال يحبها وهي تحتاجه الان بجانبها
فاستاذن من الممرضه وذهب اليها في الاتجاه التي تقف فيه
احسست بوقع اقدام يقترب منها ورات ظله يقترب
هي لا تريد ان تراه .. الايام الماضيه كانت تحاول ان تنساه بكل ما أوتيت من قوه ولكن أذا كلمها الان سينتهي كل شئ
و ستدمر مقاومتها
ها قد وصل اليها وقف خلفها ولم يتكلم .. مرت دقيقه كان يتمني في كل ثانيه مرت ان تلتفت اليه حتي ولو قالت كلام يجرحه فقط يراها
و هي كانت تتمني بمرور كل ثانيه ان يذهب ويتركها
كان لابد من احدهما ان يقطع ذلك الصمت وايضا ذلك التوتر الموجود في الجو وكان هوه المناسب لتلك المهمه فقال :
انها اول مره الاحظ فرق الطول الكبير بيني وبينك كان يتوقع منها ان تبتسم كعادتها عندما يمازحها
ولكن وجدها تلتفت اليه
و صدمه ما رأه لقد كانت كل خلجه في وجهها تحكي قصه الم تمر بها تلك الفتاه
انها تعااني .. هذه اقل كلمه يمكنه بها ان يصفها
لم يستطع ان يراها بتلك الصوره فغرورقت عيناه بالدموع لا يستطيع ان يقف مكتوف الايدي
كان يتمني لو يضمها بين ذراعيه و ان يمسح تلك الدموع التي في عينيها وان يقول لها لن اتركك ابدا ولو تكرتيني الف مره
سأفعل ما تريدين فقط لا تتألمي وتقتليني بذاك الشعور اني واقف ليس بيدي حيله

خرج في تلك اللحظه الطبيب الذي التفت اليها وقال ستكون بخير أطمئني فردت بصوت ضعيف :هل يمكن ان اراها
الان
فقال : فقط لمده دقيقتين وتتركيها ترتاح والكلام ممنوع
فاشارت براسها بالايجاب ودخلت الي الغرفه
كان مازال واقفا في مكانه ينتظرها ان تخرج

و عندما خرجت فوجئت به فهي كانت تظنه قد رحل فرجعت خطوه الي الوراء
فقال : هل وجودي اصبح يفزعك الي هذا الحد

و اكمل بغضب وقد اقترب منها : لماذا لا تتركيني اعتني بك .. لماذا تصرين علي ايذاء نفسك وايذائي
فزعت من نبرته العاليه ورجعت خطوتين الي الوراء في خوف
كان يعلم انه يقسو عليها ولكن كان يريد ان يعرف الي متي ستظل في عنادها
فاقترب منها ثانيه وقال : لماذا ؟
فقالت بضعف : من اجلهم
فقال : و هل تظنين انهم سعداء بذلك .. الا تعلمين ان سوء حاله والدتك بسببك
فقالت وبدات الدموع تجد سبيلها علي وجنتيها من جديد : ارجوك كفي
و صرخت به: انا لا اريدك الا تفهم .. وجلست علي الكرسي ووضعت وجهها في كفيها وبدأت بالنحيب
فصعق من كلماتها ورق لها قلبه
فجلس بجانبها يفكر ثم قال : يمكنني ان اجد شقتين متجاورتين نعيش فيهما و ترعين امك واختيك متي اردتي علي كل حال
انا عملي يأخذ ساعت كثيره من يومي ولن ارهققي بطلباتي و اقسم لك باني سارعي اخوتك وامك كانهم عائلتي
و ان كنتي لا تريديني كما تقولي فانا اريدك و سافعل ما بوسعي كي اثبت لك صدق حبي
فقط وافقي ..دعيني اساعدك

فرفعت راسها وقد كفت عن البكاء ولكن مازالت الدموع تبلل جفنيها وقالت : هل تفعل ذلك شفقه علي؟
فقال بسرعه : كلا ولكن لا اريدك ان تضيعي مني
فقالت : الن يأتي يوم وتشتكي؟
فابتسم لها وقال : الفتاه التي تفعل ما تفعلين من اجل عائلتها اعتقد انها لن تقصر في واجباتها نحو زوجها الذي تحبه
و غمز بعينيه
فابتسمت.. فقال لها : هل تحبه ؟
فقالت : من ؟
قال : الفتاه ؟
فقالت : وهل تزوجت به الا لانها تحبه

مر شهران و قد تغيرت كثير من الاشياء فقد وجد شقتين متجاورتين وقد انتقلت حماته و ابنتاها الي واحده
و عاش هوه وزوجته في الشقه الاخري
التزم بوعده و رعي اسرتها بكل ما اوتي من قوه و قد احس بجزاء ما يفعله ببركه في صحته و تفوقا في عمله
و ايقن ان الله لا يضيع اجر من يعمل صالحا

مرت الايام سريعه ويزداد حبه في قلبها ايضا سريعا لقد كان نعم الزوج و سيصبح بعد شهور قليله نعم الاب
كان البيت كله ينتظر قدوم الطفل الجديد بفارغ الصبر
و تحققت امنيه الام بان تري ابنتها في بيتها سعيده وانتي تري احفادها
و الاختان ايضا اصبحا اكثر تحملا للمسؤليه

....
الحب .. بذل .. عطاء .. تضحيه


done 18-2-2010 , 4:32 am