الأربعاء، 21 يوليو 2010

نور طريقي - الجزء الاول -


كان قرص الشمس يميل الي المغيب و يشترك مع امواج البحر ليصنع تلك اللوحه البديعه التي من صنع الخالق
كثير من الناس يرون ذلك المنظر و يمرون من امامه مرور الكرام اما هي فكانت تراها معجزه من المعجزات
فتقف لتتأمل قرص الشمس الي ان يختفي ثم ترجع ادراجها الي المنزل
هذه هي عادتها عندما يشغل تفكيرها شئ و دائما ما تجد حلا في ما تفكر بعد رجوعها ولكن هذه المره الامر صعب عليها
كانت تعلم اين يجب ان تذهب و تري الطريق واضحا ولكن القرار صعب بان تحول حياتك من طريق الي طريق اخر
تعلم انها قويه وانها تستطيع اخذ هذا القرار فلماذا اذن متردده الي الان
فردت جسدها علي السرير ونظرت الي سقف الغرفه لتراجع بعقلها ما قالته صديقتها وتلح عليه منذ شهر
هذا حراام يجب ان تقطعي علاقتك به ان كان يحبك سيأتي لخطبتك بعد انتهاء الدراسه
و ان كان نصيبك معه فلا يوجد قوه في الارض تمنع هذا الامر
و لكن يجب الا تغضبي الله حتي يبارك لكما
هذا ما قالته صديقتها التي تعرفت عليها هذا العام .. و رغم معرفتهما القصيره ولكن احبتها كثيرا فهي تأخذ بيدها دوما الي الصواب
و تشعر بالراحه وهي تتكلم معها
ثم تذكرته هو .. تعرفه منذ اربع سنوات منذ دخولها كليه الهندسة
تحبه ويحبها تفهمه ويفهمها دائما ما يقف بجانبها .. عندما تحاول ان تصفه
تجدها تقول هو من اريد ان اكمل حياتي معه
و هو كان يري سعادته في عينها
فهل تتركه بعد كل هذا .. لم يبق سوي هذا العام ثم يحققا معا ما تمنياه
حاولت ان تتخيل حياتها بدونه و ان تتخيل ما ستقوله له فاغمضت عينيها بشده ونزلت دمعه شعرت بسخونتها علي خديها
ثم مسحتها بسرعه عندما سمعت طرقا علي باب الغرفه وقالت : تفضل
فدخل اخيها الصغير ليخبرها بان صديقتها علي الهاتف
فقامت لتكلمها وحاولت قدر الامكان ان لا تفتح معها الموضوع
انقضي يوم عطلتها من الجامعه و ذهبت في اليوم التالي
انتهت المحاضره وكانت تقف مع زميلتها تضحكان ولم تنتبه الي ذلك القادم الا بعدما اصبح
علي بعد خطوات ورات الغضب مرتسم علي وجهه
ثم قال بغضب و بصوت حاد : لماذا هاتفك مغلق منذ مساء امس
حاولت ان تجد مبررا ولكنها لم تجد فهي فعلت ذلك عمدا حتي لا تكلمه كانت
في تلك الفتره تحاول الابتعاد عنه بقدر ما تستطيع حتي تتخذ قرارها
و هوه الان يقف امامها والغضب يكاد يقفز من عينيه يطالبها باجابه
وعندما لم تجبه اشار بيديه الي احد الاعمده وقال : يجب ان اتكلم معكي
في امر هام سأنتظرك هناك ثم رحل بخطوات عصبيه
نظرت الي صديقتها وقالت : هل غلق الهاتف فقط سبب كافي لكل هذا الغضب
فردت صديقتها : ربما هنالك امر اخر
فقالت : حسنا سأذهب لاري ماذا يريد

ثم ذهبت الي مكان وقوفه وجدته يضع يديه الاثنتين في جيب بنطاله وينظر الي الارض في تركيز شديد ظنت انه مازال غاضبا
ففكرت انه اذا ابتسمت سينسي غضبه وينتهي الامر فقالت بمرح : كل هذا لان الهاتف مغلق .. ماذا ستفعل اذن اذا غيرت رقم الهاتف .. ستقتلني ؟
كانت تتوقع ان ينظر اليها بغضب او يبتسم او اي شئ اخر سوي تلك النظره التي طلت من عينيه التي جعلت الابتسامه التي علي شفتيها تذهب و كانها لم تكن
لقد كان حزينا
و دق قلبها بشده كانت تريد ان تقول له اشياء كثيره ولكن منعت نفسها واكتفت بقول : انا اسفه
تحولت نظرته من الحزن الي الجديه وقال : لا تتأسفي فقط اخبريني ما الامر
فقالت : اي امر
قال : انا لست غبيا لماذا تتهربين مني فكرت انه ربما اكون اغضبتك في شئ ولكن هذه ليست طريقتك عندما تغضبين
انا اعرفك جيدا هناك امر يشغل بالك وهذا الامر يخصني اليس كذلك ؟
لم تستطيع ان تجيبه بشئ فنظرت الي الارض لتهرب بعينيها هي لم تستعد لان تنهي الامر الان نعم انها اخذت قرارها بان صديقتها علي صواب ولكن
كانت تنتظر الي ان يأتي الوقت المناسب
نظرت اليه ثانيه عندما قال : فيما مضي كنتي لا تخفين عني شيئا .. ماذا حدث لك أخبريني ؟
عزمت امرها وقالت ما يجب ان تقوله فتنهدت ثم قالت : هل حقا تحبني كما تقول ؟
فاجاب : بالطبع
فقالت : وهل تشك في حبي لك
فنظر اليها مطولا ثم قال : لا
قالت : أذن اسمع ما اقول وارجوك حاول ان تتفهمني
ان علاقتنا حرام و يجب ان تنتهي فبأي حق اكلمك وتكلمني انت لست زوجي ولا خطيبي اعلم انك تقول سيأتي يوم واصبح كذلك و هذا ما اتمناه ولكن
الي ان يأتي هذا اليوم فيجب ان تقطع علاقتك بي حتي يوفقنا الله في حياتنا فيما بعد
و لا تقلق لا احد يأخذ غير نصيبه الذي كتبه الله له
كانت تريد ان تكمل ولكن نظره عينيه جعلتاها تتوقف لا تتدري هل هوه مصدوم ام حزين ام غاضب
فقط ينظر اليها بعدم تصديق لما قالته .. لا يوجد مجال للتراجع يجب ان تنهي كلامها وترحل عنه
نظرت اليه بنظره رجاء وقالت : و يمكنك ان تعرف احوالي واخباري فمازلنا زملاء في نفس الجامعه وانا ايضا ساعرف اخبارك
فقط يجب ان لا تكلمني بعد الان ولا تقف معي . ثم صمتت قليلا وقالت : و لا تقلق لن انساك ابدا
ثم سكتت لتنتظر رده علي ما قالت ولكنه ما زال واقفا في مكانه بتلك النظره و لا يتكلم
مرت دقيقه ثم قال : هل انتهيتي ؟
فاشارت برأسها بالايجاب فقال : حسناسأنصرف الان .. ثم ذهب
و هي ومازالت واقفه بذهول أهذا هوه رده و و ماذا يعني ذلك
جاءت اليها صديقتها وسالتها بقلق : ماذا حدث ؟
فردت و دموعها تتساقط : لقد اخبرته
ثم احتضنتها صديقتها و تحاول تهدئتها ولكن دموعها كانت تتساقط رغما عنها
في الايام التاليه لم تستطع نزول جامعتها وكانت تأتيها صديقتها يوميا تحاول التخفيف عنها و قالت لها : لقد فعلتي ذلك من اجل الله ولن يضيعكي الله ابدا
لا توجد فائده مما تفعلين يجب ان تكملي حياتك
فردت عليها : اعلم ولكن اشعر بالم في قلبي لم اكن اتوقع ان هذا الامر بتلك الصعوبه
فقالت صديقتها اعلم ولكن الامر ليس مستحيلا يمكنك التغلب علي هذا الشعور وسيعينك الله
و أخبرتها بقصه اخيها الذي كان يحب احدي زميلاته ثم انار الله طريقه بالايمان فذهب اليها وقال لها انه سيقطع علاقته بها
من اجل الله وانه يطلب منها ايضا ان تتقرب اكثر من الله و انه بعد انتهاء الجامعه سيأتي لخطبتها ولكن الفتاه رفضت وقالت بانها
لا تريد ان تتزوج بشخص متزمت وقالت له اذهب وتزوج من واحده تشبهك انا لست مثلك عندما احببتك لم تكن هكذا
و علم حينها انها لم تستحق حبه يوما ما و كان يشعر بالالم والحسره ولكن مرت تلك الايام سريعا وهوه الان يحمد الله انه اراه تلك الفتاه علي حقيقتها
كانت تستمع الي صديقتها باهتمام وعندما انتهت قالت : هل تظنين ان نفس الامر سيحدث معي وانه سيكون شخص سئ مثل تلك الفتاه
فردت صديقتها بقوه : حينها يجب ان تحمدي الله لانه انقذك
و لكنها اخذت في البكاء ثانيه فان الامر مازال في بدايته و مازال في صعوبته

-----------

مر اسبوع الي الان وهوه لا يدري ما ذلك الشعور الذي يشعر به يريد ان يبكي ولكن رجولته تأبي عليه
لقد اعتاد ان تكون هي في حياته لم يكن يمر يوم دون ان يسمع صوتها كان يشعر بان روحه قد سلبت منه لم يكن يعلم انه يحبها كل هذا
الحب
سمع دقا علي باب غرفته ورأي الباب يفتح فتحه صغيره ليطل منها رأس صديقه الذي قال : هل انا من المسموح لهم بالدخول
فابتسم له و قال : تفضل
دخل صديقه واغلق الباب وراءه باحكام واقترب منه و قال له بطريقه تمثيليه و بصوت خافت : يمكنك الان ان تخبرني من قتلت ولن اخبر احدا عنك
ابتسم ابتسامه تملأها المراره وقال : ربما انا من قتل
ارتسمت ملامح الجديه علي وجه صديقه الذي قال : أذن الامر كما تقول والدتك انت مكتئب ولا تكلم احدا ولا ترد علي احد
هذا بجانب عدم نزولك الي الجامعه
هيا اخبرني ما الامر
و لم يأخذ جواب غير الصمت
فاكمل حديثه وقد خفت صوته هل الامر يتعلق بها فهي ايضا لم تنزل الجامعه منذ اسبوع
عندما سمع صديقه يذكرها رفع راسه بسرعه وقال : حقا .. لماذا ؟؟ هل هي مريضه ؟ هل بها شئ ؟
نظر اليه صديقه بتعجب وقال له : من يسأل من
فاطرق هوه برأسه ثانيه ولاذ بالصمت
فقال صديقه : أذن الامر كما توقعت يتعلق بها .. ان لم تكن تريد ان تخبرني ما الامر فهذا شأنك ولكن هل تظن ان مشاجره عابره تستحق ان تمتنعا انتما الاثنين عن
الذهاب الي الجامعه
حينها رفع رأسه مره ثانيه وقال : لم تكن مشاجره .. وصمت قليلا ثم اكمل .. لقد انتهي كل شئ
قال صديقه : ماذا تقول ؟؟ كيف ولماذا ؟؟
فرد عليه : انها لا تريد الاستمرار تقول ان علاقتنا حرام
فقال صديقه : بعد كل تلك السنين ..و هل تذكرت هي ذلك فجأه ثم صمت قليلا كأنه يفكر وقال ربما هي تلك الفتاه التي تعرفت عليها حديثا
هي السبب في كل ذلك
فرد عليه : لم يعد يهم هذا الكلام
فقال صديقه : حسنا حسنا ولكن يجب ان تنساها بسرعه فهي لا تستحقك ولا تقلق سأجد لك غيرها من تفوقها جمالا
و ستجعلك تنساها
فرد عليه : لن اجد احدا مثلها او افضل منها ابدا
فقال له : لا تقلق سأجعلها تندم علي ما فعلته وستأتيك حبوا تقول لك سامحني
نظر اليه باستنكار وقال له : ليس هذا ما أريده أنا فقط اريدها ان ترجع لي ليس حبوا ولا تتاسف فقط ترجع وحتي و ان لم تتكلم باي كلمه
فساسامحها فقط تعود الي ثانيه
بعد ان انتهي من جملته وجد هاتف صديقه يرن فسكت الي انهي صديقه المحادثه
وجه صديقه وجهه ناحيته و قال : يجب ان أذهب الان فالامر طارئ وذهب بخطوات سريعه نحو الباب ثم التفت اليه وقال :
سأنتظرك غدا في الجامعه يجب أن تأتي
فرد عليه : لا أدري لست متأكدا أني أريد الذهاب
فقال له : بل يجب أن تأتي فريما تري أشخاص تشتاق الي رؤيتهم ثم غمز له بعينيه وهوه يبتسم
فرد عليه : حسنا ثم ودع صديقه
و رجع الي وحدته من جديد كان يفكر هل يجب عليه ان يكلمها ويطلب منها ان تفكر ثانيه .. لكن هو يعلم كم هي عنيده وانها لا تتراجع
في قرارتها ابدا
ذهب اليوم التالي الي الجامعه كما وعد صديقه و كان يتمني رؤيتها وحتي ان لم يكلمها ولكن خابت اماله فهي لم تأتي هذا اليوم ايضا
بدا بالقلق عليها و أخذ يفكر هل تتألم مثله و سبب انقطاعها عن الجامعه هو نفس اسبابه
قطع حبل أفكاره رؤيته لصديقتها تمشي وحدها ففكر أن يذهب البها ويسألها عنها ولكن تراجع عندما وجد صديقه مقبل عليه ومعه فتاه زميله لهما
و عندما اقترب صديقه قال : خشيت أن لا تأتي
فرد عليه : ليتني ما اتيت
فقال له : دعك من هذا الكلام .. قل لي هل تعرف من هذه و اشار علي الفتاه التي تقف بجانبه
فرد عليه : أظن انها زميله لنا في احد الاقسام الاخري
قال : هذا صحيح اتعلم اني لم اكن اعرف هذا الا منذ ايام حينما جاءت تسأل عنك
فقال باستغراب : تسأل عني أنا
هنا مدت الفتاه يدها اليه و تعرفه بنفسها ثم قالت : لقد لاحظت أنك تغيبت الايام السابقه فسألت صديققك عنك .. هل أنت بخير ؟
رد باستغراب : نعم بخير أشكرك
بعد ذلك أستأذن صديقه متحججا بأجراء مكالمه هاتفيه ووقفت هي وهو وحدهما في صمت
كان هوه يبحث بعينه عن فتاته و هوه يأمل انها تأتي علي موعد المحاضره الثانيه
اما الفتاه التي كانت تقف بجانبه كانت تنظر اليه بشئ من الاعجاب ثم تكلمت و قالت : هل تبحث عن احد ؟
فرد عليها باقتضاب : نعم
قالت : أهي تلك الفتاه
فرد بحيره : اي فتاه ؟
قالت : التي دائما ما اراها معك
قال باستغراب : هل انتي دائما ما تراقبيني
فأطرقت براسها لاسفل وقالت : نعم
رفع احد حاجبيه باستغراب وقال : كم انتي صريحه
فقالت بشئ من الفخر : وجريئه ايضا
احس باستغراب كبير و حيره من تلك الفتاه التي تقف امامه و لم يجد جوابا يستطيع ان يقوله فأثر الصمت
فاكملت هي حديثها : حسنا أنا احب الصراحه و اريد ان اقول لك اني معجبه بك منذ فتره ولكن كدت اصاب باليأس عندما علمت أنك تحب تلك الفتاه
و لكن بعد ما علمت بأمر انفصالكما رجع الامل الي وطلبت من صديقك ان يعرفني اليك
هذا هو كل ما في الامر
نظر اليها بعدم تصديق من جرئتها و اخذ يبحث عن شئ يقوله فلم يجد فتنحنح قليلا ثم قال لها : يجب ان اذهب الان عندي محاضره
ردت عليه بثقه : الساعه الان الحاديه عشر و النصف والمحاضره الساعه الثانيه عشر مازال هناك وقت
ثم اردفت انا لا اريد أجابه منك انا فقط اعدك ان انسيك تلك الفتاه و انك لن تندم علي معرفتك بي فقط اعطني فرصه
تضايق كثيرا من ذكرها فتاته فهوه اخر شئ يريده ان ينساها او يبتعد عنها فرد باقتضاب : اعذريني يجب أن أذهب
ثم رحل سريعا قبل ان تعترض
ظل يمشي في ممرات الكليه وهوه يفكر في تلك الفتاه الجريئه .. أن ملابسها وعدم ارتدائها الحجاب يدل علي انها متحرره و لكن لكل شئ حدود
فهي مهما كان فتاه ولا يجب ان تصرح لاي شاب بأي شئ بتلك الطريقه
اشتاق حينها الي فتاته وتذكر كم كان عندها من حياء و تذكر عندما كانت تتلون وجنتاها بالحمره عندما يخبرها انه يحبها او انه اشتاق اليها
و تأنيبها له انه لا يجب ان يقول لها ذلك
احس حينها ان الفرق بين الفتاتين كالسماء والارض
قطع تفكيره صوت صديقه وهوه ينادي عليه من خلفه فالتفت اليه بغضب وقال له : ما الذي فعلته لماذا تركتني مع تلك الفتاه وحدنا
فرد عليه وهوه يضحك : هي من طلبت مني ذلك .. هيا اخبرني ماذا قالت لك
فرد عليه : لا لن اخبرك مع اني اظن انك تعلم كل شئ وانا احذرك ان تفعل هذا الشئ مره اخري
فابتسم صديقه وهوه يربت علي كتفيه ويقول له : لماذا تنظر الي الامر من نظاره سوداء انظر الي الجزء المنير من الامر يمكنك
ان تستغل اعجاب الفتاه بك ان تغيظ بها حبيبتك فتظن انك سوف تضيع منها فتعود اليك
و ايضا هناك جزء اخر في غاية الانارة ان الفتاه شديده الجمال ومن الغباء ان تضيعها منك هكذا
لم يعجبه ما قال صديقه فلوح اليه بيديه وقال : أنا ذاهب مع السلامه
و رجع بخطوات سريعه الي بيته

---------------------

دخلت عليها والدتها الغرفه وقالت لها : أعطيني سببا واحدا لعدم ذهابك الي الجامعه
فردت عليها : قلت لك يا أمي لا اشعر برغبه في الذهاب أرجوكي لا تضغطي علي
حركت والدتها راسها في يأس وخرجت من الغرفه
قالت في نفسها : لا مجال يجب ان ارجع الي جامعتي يجب ان اتحمل نتائج قراراتي

--------------------

ذهب اليوم التالي الي الجامعه وهوه يأمل أن يراها وبالفعل وجدها تقف مع صديقتها فكاد ان يطير من الفرحه
و كان سيذهب اليها ليكلمها ولكن تذكر كلماتها ورأي ذلك الحزن المرتسم علي وجهها فأثر أن يقف بعيدا
حاول ان ينزل عينيه من عليها ولكن لم يستطيع كان يراقبها بدقه و علم كم هي حزينه مثله
ثم افاق علي صوت تلك الفتاه المتبجحه وهي تقول له : تعليمات الطبيبه تقول ان لا يجب تراقب من تريد ان تنساهم
ابتسم اليها ابتسامه مجامله فاستغلت هي تلك الفرصه وبدأت تتحدث معه
اما هوه فكان عقله في مكان اخر و لم يكن ينصت اليها بتركيز

------------------

علي الجانب الاخر كانت هي تقف تستمع الي صديقتها ثم وجدت زميله لها تضع يديها علي كتفها وتسلم عليها
و تقول : اين أنتي فأنا لم ارك منذ فتره
فابتسمت اليها وقالت : كانت فتره ورحلت سأنتظم من جديد في الحضور
فنظرت اليها زميلتها نظره شفقه وقالت لها : هل هو السبب
فلم تجد هي جوابا تقوله فصمتت فاردفت زميلتها : و لكن قولي لي هل نسيكي بتلك السرعه فانا اجده قد تعرف علي فتاه اخري بسرعه مذهله
فردت عليها بشئ من القلق : أي فتاه
فقالت : هناك .. واشارت علي مكان وقوفهم
هنا حركت عينيها الي المكان التي تشير اليه زميلاتها ورأت اخر شئ تريد رؤيته
لقد وجدت فتاه تقف معه واحدي يديها في بنطالها والاخري تربت بها علي كتفه وهي تضحك

لم تستطع الرد ولكن مشت بسرعه لتدخل الي المدرج الخاص بالمحاضره ووضعت راسها علي ذراعها
ربتت صديقتها علي كتفيها وقالت لا تبكي أرجوكي ما كان يجب ان تخبرك زميلتنا عن تلك الفتاه او اي شئ عنه
فرفعت راسها وعلي عكس توقعات صديقتها فلم تكن تبكي و قالت : ربما كان هذا أفضل
ابتسمت صديقتها وهي تشعر بانها تتحسن والامر لم يعد يعنيها كما كان سابقا
و لكن في الحقيقه كان في داخلها نيران متأججه و جروح دااميه و رغبه في البكاء تلح عليها ولكن حاولت السيطره علي ذلك كله

في جانب اخر كان يقف صديقه وفتاه تكلمه وتقول له لقد نفذت دوري و قد رأتهما و قلت لها ما طلبت مني
ابتسم لها وقال انتي ممثله بارعه
و كان في داخله يشعر بالفخر فكل شئ سار كما يخطط له !!

-----------------

مر شهر و الامور كما هي هو لا يتكلم معها تنفيذا لرغبتها وهي ايضا تحاول التوقف عن التفكير به
بالاخص بعد رؤيتها له يوما بعد يو تتطود علاقته بتلك الفتاة الجديدة التي صادقها
اذن فربما هو لم يحبها يوما و الا لما بحث عن غيرها عندما يصل بها التفكير الي ذلك الامر لم تعد تبكي كما في السابق ولكن بل صارت اكثر قوة

اما هو فقد تراجع مستواه الدراسي نتيجه لتضيع وقته في الخروجات و الكلام مع تلك الفتاه التي احس بانها تسيطر علي حياته شيئا فشيئا
كان ينتظر فقط بان ينتهي من دراسته ويقطع علاقته بتلك الفتاه ويذهب ليتقدم الي الفتاه التي احبها
و ينتهي كل ذلك الالم و المراره التي يشعر بها من فراقها

------------------

دخل الشتاء و اصبح الجو اكثر بروده بالاخص لانهم في محافظه الاسكندرية و ازدادت ايضا الدراسه صعوبة
و بدأت تنشغل في أمور الدراسة وتتناساه شيئا فشيئا
و غيابه المتكرر عن الجامعه ساعدها أكتر ..
اليوم تأخرت هي وصديقتها في الجامعه لاسباب خاصه بمشروع سيتم تسليمه و بدأ الجو يمطر وازدادت قوته بمرور الوقت
فسالتها صديقتها ما العمل لا نستطيع ان نرجع الي بيوتنا في هذا الطقس فاخبرتها انها ستتصل بوالدها لياتي اليهم و عندما اتصلت به اخبرها انه لن يستطيع
ان ياتي اليهما الان اغلقت المكالمه و قالت لصديقتها ما قاله والدها
فقالت لها حسنا ساتصل باخي ربما يستطيع هو القدوم
و بالفعل اتصلت به و اخبرها انه قريب من الجامعه وسياتي اليهما
خرجوا وتوقفوا خارج الجامعه في مكان مظلل ليحتميان من المطر و مرت دقائق واتصل الاخ ليخبر اخته انه قد وصل
و راته اخته وذهبت بصديقتها اليه و ركبوا فالقي التحيه عليهم و سار في الطريق
كان يجد ان ذلك اليوم فرصه جيده ليتعرف علي صديقه اخته التي دائما ما تتكلم عنها وتمتدحها كثيرا
كان يفكر لو انها مناسبه له و يستطيع خطبتها وقد لمحت اخته له بذلك اكثر من مره
و كان الحظ حليفه اليوم بجانب ذلك هي تجلس خلفه ويستطيع ان يراها بوضوح في مراه سيارته
و لكن كان يحاول ان لا يثير انتباهها و لكنه وجدها تنظر الي النافذه و سارحه تماما بشكل يصعب عليها ان تلاحظه
بعد مده و بسبب ازدحام الشارع بالسيارات وجدها فرصه مناسبه للتكلم معها او ادخالها في الحديث فبدأ بسؤالهم عن الجامعه
و عن ما يدرسونه و كان كل مره يتكلم بها يتوقع ان ترد و لكن دائما ما تكون المجيب هي اخته
فشعر بانها لا تنتبه الي الحديث الدائر فوجه سؤالا مباشرا لها و نداها باسمها
فانتبهت له ووجدها تنظر في المراه لترد عليه فتلاقت عيونهم لثواني قبل ان تتمالك نفسها وتخفض عينيها في سرعه
فوجد نفسه يبتسم ابتسامه خفيفه
و ردت هي باقتضاب علي ما قاله
و استكفي هو بما ناله اليوم و لكن في داخله قرر بان تكون تلك الفتاه له

--------------

علي الجانب الاخر اصبح الطالب الذي كان يأمل ان يتخرج ليخطب حبيبته لا يبالي باي شئ لا بدراسته و لا حتي بفتاته
الفتاه الجديده ادخلته في دوامه السهرات و الخروجات و السفريات و ايضا السجائر
كانت تاتي عليه ايام يجلس فيها ليلا في غرفته ويبكي علي ما وصل اليه حاله
يشعر بانه ضائع بانه تغير بانه ليس هو بل شخص غريب لا يعرفه
ثم يأتي اليه شيطانه ليخبره بان اللوم يقع علي الحبيبه الغادره التي تركته
فيرجع الي دوامته ثانيه

-----------------

كل من كان يراها يدرك انه نست تلك التجربه و انها تشعر بتحسن حتي صديقتها المقربه كادت ان تقسم بان الفتي لم يعد يشغل بالها
اما هي في الحقيقه لا تستطيع ان تنساه هل هو وعدها له بان لا تنساه ام هو شئ خارج مقدرتها يمنعها ان تنساه
ام هو ما كانت تقوله لنفسها سيأخذ الامر فتره و ينتهي
و لكنها اعترفت لنفسها بانه يوما عن يوم يقل تفكيرها به وبدأت تشجع نفسها علي استمرارها في هذا
و في موجه السرحان تلك تذكرت اخو صديقتها و تصرفاته التي بدأت تترجمها علي انه اعجاب بها
عند تلك النقطه اوقف سيل الافكار وبدات فكره جديده تتطرا علي الساحه وتاخذ اهتمامها
اذا جاء من يخطبني كيف ستكون رده فعلي فانا منذ سنوات و انا لم اتخيل غير شخص واحد الذي سيصبح زوجي
و لكن ماذا الان
كيف سافكر وكيف ساخذ القرار!!

----------------

مر اسبوع دون ان ينزل الجامعه لاصابته بالانفلونزا و كان لتأثير هذا المرض جانب ايجابي بان ابعده عن اصدقائه لفتره
رغم ان الفتاه لم تتركه يوما دون ان تتصل به
و اليوم قرر ان ينزل الي الجامعه لهدف واحد بان يري الفتاه التي احبها بان يخبرها كم يحتاج لها و ان ترجع اليه من جديد
لقد مل حياته بدونها ليس هذا السبب الوحيد الذي دفعه لهذا القرار بل هناك سبب اخر بان صديقه اخبره
بان الفتاه التي تحبها تتسكع مع اخو صديقتها تركتك من اجل غيرك هذه من كنت تدافع عنها
يومها تشاجر معه و اصر ان يثبت لنفسه وللجميع انها مازالت له ولكن مرضه اخره عن تلك المقابله
كان يفكر طوال الطريق ما الذي سيقوله لها هل يؤنبها ام يعتذر لها ام ماذا يقول
.. احس بغصه في قلبه تلك التي يفكر الان كثيرا كيف يكلمها كانت حبيبته التي يتكلم معها كيفما شاء
و لا يحتاج الي تفكير او عناء ليخبرها بما يريد قوله
و اخذ يقول لنفسه : لما فعلت ذلك بي .. بل لما فعلت ذلك بنا

وصل الي الجامعه و لم يكن يدري ما هي مواعيد محاضرات اليوم ولكن وجد مدرج مفتوح يخرج منه زملائه
اذن لا بد ان المحاضره انتهت فنظر الي الواقفين بالخارج فوجد صديقتها و لكن لم يجدها
فاصابته الحسره وشعر بالضيق فذهب باتجاه باب المدرج ليجلس بالداخل و عند دخوله كان المدرج فارغا
ما عدا من فتاه يبدو عليها انها تبحث عن شئ ضائع منها
كان توليه ظهرها فلم تراه وهو يدخل
اقترب من مكانها بصمت و لكن دقاته قلبه لم تعرف للصمت سبيلا
شعر بان قلبه لم يدق من قبل و انها تلك اول مره يدق فيها
اقترب منها وتنحنح ليعلن عن وجوده
فالتفتت بقوه وراته ..