الجمعة، 19 فبراير 2010

don't cry




فتحت بوابه العماره الفاخره التي تطل علي النيل بصعوبه ثم .. وقعت كل الاكياس التي كانت تحملها
نظرت بعينيها لتبحث عن البواب و لكن تذكرت ان اليوم أستأذن للذهاب الي بلدته
ليطمئن علي امه المريضه
كادت ان تبكي فذراعها يؤلمها بشده ثم نظرت الي كفيها المحمره
ثم حولت بصرها الي الاكياس الملقاه .. لا مفر ستحملهم الي الشقه
و عندما وصلت الي الشقه انزلت الاكياس التي في اليد اليسري وضغطت علي جرس الباب
و لكن لا مجيب تعلم ان اختيها الاثنتين بالداخل وامها ايضا ولكن لا يفتح احد الباب
و ضعت باقي الاكياس علي الارض وفتحت حقيبتها تبحث عن المفتاح ووجدته وحمدت الله انها لم تنساه
فتحت الباب و ادخلت الاكياس وهي في قمه التعب والالم
و ارتمت علي اقرب كرسي دون ان تخلع حذائها .. حقا لا تستطيع ان تخلعه
فيداها الصغيرتين قد تورمتا من ثقل الاكياس وذراعها يؤلمها بشده
و نزلت دموعها
و هي تقول لماذا .. لماذا علي ان اتحمل كل هذا
ثم وضعت راسها علي المنضده القريبه منها و أخذت تتذكر وفاه والدها .. الظهر الذي كانوا يستندون عليه فهي واخواتها بنات
كان نعم الاخ والاب والصديق
بعد وفاته اصر عمها ان تتزوج بابنه الذي يحبها ولكن رفضت وبشده فهو غير متحمل للمسؤليه
حياته لاهيه مليئه بكل المنكرات من اصحاب سوء و فتيات وما خفي كان أعظم
كان ابن عمها يقول لها أذا قبلت به فسيترك كل تلك الاشياء والعادات السيئه فقط اذا قبلت
و لكن هي لا تحبه وتعلم انه اذا توقف من اجلها فسيرجع مره اخري لما عليه و اخبرته انه
يجب ان يتوقف من اجل الله ليس من اجلها ولان ما يفعله حرام
و لكن عمت الذنوب عينيه وهي بالطبع لن توافق بأي حال وساندتها امها في رأيها
و عاقبهم عمها بحرمانها هي واخواتها من ميراثهم الضخم من ابيهم
و اصبحت الام هي من تعول اسرتها بعد وفاه زوجها من مالها الخاص الذي ورثته عن ابيها
و لم يستطيعوا ان يلجأوا الي القضاء فطريق المحاكم طويل وهن نساء لا حول لهم ولا قوة
و عند هذا الحد من التفكير رفعت رأسها لتمسح دموعها
و نظرت الي كفيها من جديد .. الالم بدا يقل و لكن ليس الم الجسد فقط التي تشتكي منه
فالالم النفسي اعظم
فامها مرضت بعد ما حدث لهم من مصائب ولازمت الفراش و كان عليها بما انها الاخت الكبري ان ترعي امها
و اختيها الاثنتين الذين ما زالوا يدرسون
تحمل مسؤليه بيت كامل عبء عليها وهي مازالت صغيره فهي الي الان لم تبلغ 23 من عمرها
لم تتزوج ايضا الي الان .. ورغم كثره المتقدمين لها ولكن كانت ترفض باستمرار
فكيف و لمن ستترك امها المريضه واختيها فلا احد سيقبل ان يقيموا معها في نفس المنزل لترعاهم
و عندما كانت تقول لها يا ابنتي لا تحملي همنا و لا تدفني شبابك من اجلنا كانت تبتسم لها و تقول انا مازالت صغيره وايضا لن اترك
لكم الفرصه لتتخلصوا مني بهذه السهوله
كانت تحاول ان تظهر لامها ان الامر لا يهمها ولكن بداخلها كان يوجد الف صرااع
هي تريد ان يتحمل همها احد ..ان يرعاها احد .. ان تشعر بانها مسؤله من شخص يرعاها
تستطيع ان تقول له ما بداخلها وان يمسح عنها دموعها و الامها

كانت تعلم ان جسدها الذي يهزل يوما عن يوم لن يستطيع التحمل كثيرا و انها ستسقط لا محاله
و لكن كانت تعافر لتأخير هذا اليوم فعائلتها في رقبتها
اذا سقطت سقطوا

عند هذا الحد من التفكير تذكرت عائلتها وامها المريضه التي لم تأكل فمسحت دموعها التي تخفيها دوما عن
اهل البيت وقامت عن كرسيها لتخلع حذائها فلاحظت ان لم يشعر بها احد عندما دخلت وانها كانت تجلس في الظلام
فقامت لتدخل الي غرفتها لتغير ملابسها و لم تسلم علي اختها التي كانت تجلس في غرفتها علي حاسوبها
و يبدو ان امها مازالت نائمه وربما اختها الاخري ايضا
فاخذت تغير ملابسها علي عجل ولكن الم ذراعها زاد من جديد عندما حركته
فامسكت بذراعها و جلست علي سريرها لا تريد ان تبكي ثانيه .. تريد ان يذهب هذا الالم عنها
تريد ان تقوم لتؤدي واجباتها نحوهم
ثم سمعت صوت امها تنادي عليها هل أتيتي
فقامت واجابت علي امها نعم يا امي سأغير ملابسي فقط
فقالت الام حسنا ولكن أسرعي فأنا جائعه
احست بتأنيب الضمير فالوقت الذي ضيعته في بكائها العقيم كانت تجهز فيه الطعام افضل
خرجت من غرفتها واأخذت في تجهيز الطعام علي عجل وسالت عن اختها التي لم تراها قالت لها امها انها نائمه
فقالت حسنا ثم اكملت تجهيز الطعام ثم وضعته امام امها التي زاد مرضها تلك الايام
انتهت امها من الاكل وذهبت الي غرفتها
يجب الان ان تبدأ في و اجبات المنزل فالمشتروات يجب ان تضعها في مكانها
و تنظف المطبخ وزياده علي ذلك غرفتها التي قلبتها اختيها رأسا علي عقب
لا تدري لماذا لا يتحملون المسؤليه فهم لم يعدوا صغارا
و قد زاد الحمل عليها .. نعم انها لا تشتكي ولكن يجب ان يشعروا بها
و في أثناء وقوفها في المطبخ استيقظت اختها النائمه
و وقفت تحكي لها ما فعلته في المدرسه اليوم من مقالب في زملائها واساتذها و كانت تحكي وهي تضحك
و فخوره بنفسها نظرت لها اختها بعتاب وقالت الم اقل لكي يكفي تلك الافعال
و وبختها فاعتذرت لها اختها وقالت حسنا لن افعل ذلك مره اخري
و تركتها لتذهب الي غرفتها وهي تشعر بتأنيب المضير
اوقفت غسل الصحون و سرحت في ما حكت لها اختها .. ان اختيها في مرحله المراهقه ويجب علي احد ان يرشدهم
الي الصواب وهي ليس لديها خبره كبيره في تلك الامور
تنهدت في اسي و قالت لنفسها تزيد الهموم علي راسي يوما بعد يوم
يا رب كن لي عونا

انتهت اخيرا من اعمال المنزل و من طلبات اخواتها التي لا تنتهي وذهبت الي غرفه امها لتطمئن عليها
ووجدتها ناائمه
فخرجت في هدوء الي غرفتها و هي تشعر بالسعاده فقد اتي الوقت التي تفضله ستجلس في سريرها و تقرأ احد كتبها
و عندما نظرت الي ساعتها شهقت فالساعه الان الثانيه و النصف صباحا
لقد مر الوقت دون ان تشعر ويجب ان تنام فالوقت تأخر
و ذهبت الي السرير في استسلام وما ان وضعت راسها علي الوساده حتي نامت من فرط التعب والمجهود

صوت اختها يوقظها من النوم فقالت في نعاس اتركيني انام فلقد نمت البارحه في وقت متأخر
ثم تنبهت علي بكاء اختها فقامت مفزوعه من السرير
و عندما سألت أختها عن سبب بكائها اخبرتها ان والدتها في حاله سيئه
فقامت مسرعه من الفراش لتجد والدتها ملقاه علي الارض تتنفس بصعوبه واختها الاخري تمسك بيديها وتبكي
فذهبت الي امها لتحاول مساعدتها علي النهوض ولكن لم تستطع والدتها الحركه فذهبت الي الهاتف بسرعه للتصل بالمشفي
ليرسلوا سياره الاسعاف

وضعت راسها علي الحائط بجانب الغرفه التي يتم الكشف فيها علي والدتها
كانت تريد من بروده الحائط ان تنتقل الي راسها لتوقف تلك النيران التي تشتعل من راسها لكثره تفكيرها
بما سيحدث غدا
نعم .. لا تدري ماذا سيحدث اذا توفت والدتها
عند وصلها للتفكير الي تلك النقطه تمنت لو تستطيع ضرب راسها بالحائط ليكف عن التفكير
مرت دقائق قليله ثم سمعت صوت خطوات تقترب منها فالتفتت فوجدته ابن عمها الاكبر و قد كان افضل من ابيه واخيه الاصغر
و كان دائم السؤال عنهم والوقوف بجانبهم في محنهم ولكن الي الان لم يستطيع اقناع والده بأرجاع ميراثهم لهم

اقترب منها و علي وجهه القلق وسالها عن حال والدتها فاجابته : لا اعلم فمازال الاطباء في الداخل
فقال : لا تقلقي بأذن الله سيكون خيرا
فاطرقت براسها وقالت : بأذن الله
ثم ذهب الي الكرسي وجلس ينتظر معها خروج الاطباء
بعد مرور خمسه عشر دقيقه و هم في صمت مطبق خرج الطبيب و من بعده الممرضات فسالته : كيف حالها
فتنهد الطبيب وقال تعالي معي نتكلم في غرفتي فذهبت هي وابن عمها خلف الطبيب
و في غرفته قال : اجلسي يا بنتي ثم سكت ونظر الي ابن عمها وقال : هل تقرب اليهم يا بني
فردت : نعم يا دكتور انه ابن عمي فرد الدكتور وقال حسنا تفضل يا بني
ثم اكمل الطبيب كلامه : انتي تعلمين يا ابنتي ان مرض والدتك مزمن ولكن صحتها تلك الايام تتدهور بمعدل خطير
ادي ذلك الي ما حدث اليوم .. لقد افاقت من غيبوبتها بعد مجهود كبير ولقد انتظمت ضربات قلبها ايضا
و لكن يجب ان تجلس في المشفي 3 ايام كي نتابع حالتها الي ان تستقر ولكن لا اخفيكم ربما يتكرر ما حدث اليوم كثيرا
و ربما ايضا .. ثم تنهد وقال علي كل حال الاعمار بيد الله
فاطرقت براسها ولم تستطع منع تلك الدمعه من السقوط من عينيها
نظر اليها ابن عمها في رافه و قال للطبيب متي نستطيع رؤيتها فرد الطبيب : بعد قليل
فشكره واستأذن واخذ ابنه عمه وخرج
و في الطرقه بجانب غرفه والدتها قال : انا اسف لما يحدث .. اني اتمني ان استطيع مساعدتك
فقالت له : لا عليك لا ذنب لك فيما يحدث .. أشكرك كثيرا علي مجيئك
فقال : ارجوكي لا تشكريني فهذا واجبي ثم صمت قليلا واردف يجب ان يكون هنالك رجلا مسؤلا عنكم
اغمضت عينيها بقوه وهي تتمني ان لا يفتح موضوع زواجها من اخيه مره اخري
و عندما لم تجبه بشئ اخذ نفس عميق ثم قال هل تتزوجيني
نظرت ايه باستغراب وقالت : ماذا تقول انت متزوج
فقال و قد حول عينيه الي الارض : اعلم و لكن سيكون زواجنا فقط لارعاكي انتي واخوتك ووالدتك ولكي استطيع ان ارجع اليكم ميراثكم
فقالت : وزوجتك ؟
فقال : ستقتنع باذن الله فان زواجنا سيكون فقط
و لم يستطع ان يكمل جملته فقد قاطعته بغضب : ماذا تظنون انفسكم
ماذا تظنونني بضاعه تباع وتشتري ام ماذا انا انسانه لدي مشاعر.. تجري في عروقي دماء و للاسف انها مثل الدماء التي تجري في عروقكم
ان كنتم نسيتم فانا ابنه عمكم .. دماءنا واحده و اسماءنا واحده
لمااذا ؟.. لقد كنت اظنك غيرهم و تشعر بنا
ولم تستطع الصمود اكثر فبكت
فاقترب منها ببطء وقال لها ارجوكي توقفي عن البكاء انا هنا لاساعدك ارجوكي فكري بعقلك لا بعواطفك
فمسحت عينيها بمنديلها و قالت تفضل اكمل ما كنت ستقول
فتنهد وقال : انتي الان ترفضين كل من يتقدم لكي لانك تريدين رعايه اسرتك
ووالدتك حالتها تزداد سواءا ولا ندري الي متي ستظل علي قيد الحياه انا اعتذر عما اقول ولكن هي الحقيقه
لا يمكن ان تعيشوا وحدكم وانتم بنات هذا خطر
لقد بحثت عن الخيارات الافضل لم اجد سوي ان تتزوجي اخي وبما انك لا تريدينه ومعكي كل الحق
فليس امامي سوي ان اتزوجكي انا وستظلين في مقام اختي وسأرعاكم علي قدر ما استطيع
اعلم ان كلامي مؤلم و الله يعلم كم يتمزق قلبي من اجلكم ولكن هذا هوه كلام العقل

نظرت الي عينيه فوجدته صادق فيما يقول فقالت له : اشكرك لانك تفكر من اجلنا ولكن اعذرني لا استطيع
و لا تقلق فان لدينا رب يرعانا ولن يتركنا ابدا
كانت تجاهد لتستطيع منع دموعها من النزول مره اخري وقد جاء صوت من خلفها كان منقذها من هذا الموقف
فالتفتت لتجد طبيب صغير في السن يسألها هل انتي ابنه المريضه التي في الحجره فاجابت نعم
فقال انا الطبيب الذي سيكون المسئول عن حالة والدتك من الان فصاعدا
فاندهشت وقالت : لماذا اين ذهب الطبيب المسئول عن حالتها فهو الملم بمرضها منذ ان اصابها و ظهر علي وجهها الهلع
فابتسم يطمئنها وقال : لا تقلقي انا ابنه وقد راجعت ملف والدتك جيدا ولكن ابي ربما سيسافر الايام القادمه الي الخارج
و لابد من وجود طبيب يتابع حالتها
فتنهدت وقالت : حسنا .. أشكرك يا دكتور
فقال لا تشكريني فهذا واجبي اذا احتاجت اي شئ يمكنك منداتي .. و يمكنك الان الدخول والاطمئنان عليها
ثم ابتسم وانصرف

دخلت الي والدتها فوجدتها نائمه من تأثير الادويه ولم يجد ابن عمها داعيا من وجده و بعد توتر الجو بينه وبينها فاستاذن وانصرف
فجلست علي الاريكه و اسندت زراعها علي ظهر الاريكه ووضعت راسها علي كفيها
و اخذت تفكر في ما قاله ابن عمها وشعرت بان قلبها ينقبض فهي تشعر بانها لم تعد تستطيع الاحتمال
و مرت دقائق ثم ذهبت في نوم عميق

مرت الساعات وجاء موعد مرور الطبيب علي الوالده و طرق الباب ودخل فوجد الام جالسه في سريرها في صمت
فذهب اليها وقد لاحظ وجدود احد علي الاريكه ثم سالها عن حالتها فقالت : انا بخير اشكرك
فاخذ يطمئن علي استقرار حالتها ثم وجدها تلف راسها في اتجاه الاريكه فلف راسه ووجدها تنظر لابنتها التي لاحظ الان انها نائمه ولم تشعر
بدخول احد
ثم نظر الي الام الذي وجد دموعها تنزل في صمت
فاعتدل في وقفته وامر الممرضه بالخروج من الغرفه وجلس علي الكرسي المجاور الي سرير الام
فسالته بصوت متهدج من بكائها وقالت : لماذا لم تكمل الكشف يا دكتور
فصمت قليلا ثم رفع راسه وقال : بكائك وحالتك النفسيه السيئه هي من تزيد من حالتك سوءا
ثم اني لا استطيع ان أري سيده في سن والدتي تبكي فهذا يؤلمني
فقالت : أعذرني يا بني ولكنه قلب الام الذي ..
ثم صمتت ولم تكمل كلامها
فنظر اليها وقال : الذي ماذا .. اكملي
فقالت : لا يا بني لا تشغل بالك بهمومي
فقال : هذا عملي .. ان لم اشغل بالي بهموم مرضاي فكيف ساساعدهم علي الشفاء بأذن الله
اعتبريني كأبن لك .. يمكنك ان تثقي في
فتكلمت الام التي كانت تحتاج في ذلك الوقت الي من يخفف عنها فهي تري فلذه كبدها تحمل هما اكثر من تحملها
تري شباب فتاتها يضيع في خدمتها هي وبناتها .. تراها تتحمل الهموم و الصعاب في صبر وصمت
يا ليتها تتكلم او تصرخ وتقول كفي ولكن تتحمل وتتحمل
و أخذت تقص عليه كل شئ من معناتهم
و بعد ان انتهت اطرق الطبيب براسه وهو يحاول ان يتماسك امامها ثم تذكر شئ
و قال انتي تقولين ان ابنتك ليست متزوجه وليس لها اخوات ولكن اليوم كان هناك شاب يقف معها
فقالت الام برعب هل جاء .. فرد عليها من هو ؟
فقالت ابن عمها .. فصمت وقال نعم اعتقد ذلك
فنظرت الام بسرعه الي ابنتها النائمه وقالت الان فقط علمت ما سبب الحزن التي هي فيه
فقال وكيف علمتي بأنها حزينه .فقالت من وضعيه جلستها
فهي لا تضع راسها علي ذراعها بتلك الطريقه الا عندما تكون في قمه الحزن
فابتسم الطبيب وقال فعلا ما اروع الامهات فانهم يفهموننا اكثر من انفسنا
ثم قال هل يمكننا ان نكمل الكشف الان فاجابت نعم
و قد احست بتحسن كبير بعد كلامها مع الطبيب
و خرج الطبيب من الغرفه لينادي علي الممرضه التي اتت وفي اثناء ذلك استيقظت الفتاه
و هي تحاول ان تستوعب اين هي و ماذا يحدث
و ما ان تذكرت ذهبت الي سرير والدتها سريعا لتتطمئن عليها
فاحتضنتها الام وقالت هوني عليكي انا بخير
اكمل الطبيب كشفه وخرجت الممرضه ووقف ليسئل الفتاه التي كانت تمسك ذراعها في الم هل انتي بخير
فقالت نعم فقال ربما ذلك الالم التي تشعرين به من أثر نومك علي ذراعك
استغربت من معرفته بانها تتألم و ردت فقالت : نعم أظن ذلك
ثم قالت والدتها : يجب ان تذهبي الي البيت لترتاحي
و عندما سمعت امها تقول البيت تذكرت اختيها وقالت بفزع لقد نسيت امرهما نسيت ان اطمئنهما عليكي
و ذهبت الي حقيبتها لتبحث عن هاتفها فلم تجده فقالت بيأس لابد واني قد نسيت هاتفي في المنزل
فوجدت الطبيب يقترب منها ويعطيها هاتفه الخاص ويقول : تفضلي يمكنك ان تكلميهم من عليه
فنظرت له بامتنان و اتصلت علي اختيها فردت احداهما و اعتذرت منها انها لم تستطيع ان تطمئنهما لانها نسيت
و عرفت منهم انهم هم من اخبروا ابن عمهم بدخول امها المشفي وقد طمئنهم هو
فحمدت الله و قالت لهم انها أتيه اليهم
و اغلقت الهاتف و اعطته الي الطبيب الذي كان يراقبها وهي تتكلم وعلي وجهه ابتسامه هادئه
فتعجبت كثيرا ولكنها قالت له شكرا
و نظرت الي ساعتها ثم شهقت فالساعه الان الثانيه عشر مساءا كيف ستذهب الي البيت وحدها
ثم نظرت الي امها في صمت وبداخلها غضب كبير من نفسها لماذا تخاف من قياده السيارات الي هذا الحد
لو كانت تقود سياره لما كان هناك مشكله الان
و قاطع تفكيرها الطبيب وقال هل سيوصلك احدا الي المنزل او انك تملكين سياره
فقالت: لا
فقال : لا تقولي لي ان ستركبين سياره اجره وحدك في ذلك الوقت
فقالت : لا
فرفع احد حاجبيه وقال اذن هل سيأي سوبر مان ويطير بك
فضحكت امها و نظرت هي اليه و قد ملأ الحزن عينيها و قالت مازالت افكر في حل
عندما نظرت اليه بتلك النظره التي ملؤها الحزن احس بتأنيب الضمير
كيف يسخر من الفتاه و هي في مثل تلك الظروف
فتحولت ملامحه المبتسمه لملامح شخص يشعر بالاسي و التفت الي امها وقال : لقد انتهت نوبه عملي وسأذهب الان الي البيت ويمكنني ان اوصلها
في طريقي اذا وافقتي
فنظرت اليه الام بامتنان و قالت : شكرا لك يا بني سيكون جميلا لا انساه لك ابدا
فابتسم ثم تحول الي الفتاه وقال سأنتظرك عند صاله الاستقبال سأكون هناك خلال خمس دقائق
ثم رحل عن الغرفه دون ان يسمع ردها او رأيها في الموضوع
فقد كان يشعر بانها سترفض لذلك حاول وضعها امام الامر الواقع

بعد خمس دقائق وجدته كما قال لها في صاله الاستقبال
و قادها الي سيارته وهي لا تتكلم بكلمه واحده
بعد ان ركبا سالها اين تسكنين فدلته علي العنوان ولم تنطق بكلمه بعدها
في اثناء الطريق حاول ان يكلمها اكثر من مره ولكن كانت ترد سريعا و باقتضاب
فسالها هل انتي غاضبه لاني سأوصلك الي المنزل
فقالت لا
فقال هل هناك شئ يغضبك
فقالت لا
فقال لماذا انتي اذن غاضبه
فنظرت اليه بهدوء و قالت لست غاضبه
فقال جيد جدا انتي تستطيعين قول شئ غير لا
ثم قال : اذن انتي لا تضحكين ابدا و كلامك قليل ودائما ما تحملين هم غيرك و اعتقد ان سنك 20 سنه
هل اخطاءت في تقيمي
فنظرت اليه وقالت :
لا اضحك عندما اكون حزينه وامي في المشفي و اتكلم عندما اكون في حاله نفسيه جيده تسمح لي بالكلام
و اتحمل هم من انا مسؤله عنهم و عمري 22 عاما
ثم لفت وجهها مره اخري ناحيه النافذه
احس هو بتأنيب الضمير مره اخري ولكن هوه يريد حقا ان يخفف عنها
فقال انا اعتذر ان كنت ضايقتك
و لم يتلقي اي رد وظل الصمت مطبقا الي ان وصلا الي المنزل وقبل ان تفتح باب السياره قالت له
اشكرك بشده لن أنسي لك جميلك و شكرا لمحاولتك التخفيف عني
ثم همت بالنزول فقال لها انتظري يمكنك ان تردي لي الجميل الان
فنظرت له باستغراب وقالت كيف
قال فقط ابتسمي
رفعت احدي حاجبيها باستغراب وابتسمت رغما عنها و قالت : افضل ان ابقي مدينه لك
فابتسم هو بالتالي و قال : لم تعودي كذلك
ثم ذهبت وظل يراقبها الا ان دخلت الي العماره وجلس دقيقتين الا ان اطمئن انها ستكون وصلت الي شقتها
ثم رحل

صعدت الي شقتها وهي تبتسم فلقد نجح في اجبارها علي ان تبتسم
و اخذت تقول في عقلها ما هذا الطبيب العجيب واحست بانها تقدره كثيرا
دخلت الشقه ووجدت اختيها تنتظراها ثم نظرت الي الشقه فوجدتها مرتبه فرفعت حاجبيها ونظرت اليهم وقالت
هل يجب ان تذهب أمي الي المشفي لاجد كل هذا التعاون منكما
ففوجئت باختها الصغري تجري الي احضانها وتقول هل ستعود امي الي المنزل مره اخري
فقالت نعم لا تقلقي هي بخير وستعود بأذن الله بعد ايام قليله
ثم ذهبت الي غرفتها لتنام
و عندما وضعت راسها علي وسادتها تذكرت ذاك الطبيب وهو يقول فقط ابتسمي
فابتسمت ونامت في هدوء

استيقظت اليوم التالي وقد شعرت بنشاط اكبر فقد أخذت قسطا من الراحه لا بأس به
و أخذت أختيها وذهبوا الي المشفي وعندما دخلوا الي الغرفه كان الطبيب موجودا
و ما ان راته حتي ابتسمت له و لكنه لم يعيرها انتباها وحول راسه ناحيه والدتها و اكمل عمله
كانه لم يرها
احست بالغضب من نفسها مالها تبتسم له من يكون لتفعل ذلك و قطع تفكيرها صوته الهامس وهو يقول أري انك اصبحتي تبتسمين كثيرا
ثم ابتسم لها في هدوء
فنظرت لها ناظره صامته ولم ترد عليه و حولت نظرها الي اخوتها المنشغلين بوالدتهم
و تعجبت انه ما زال واقفا فنظرت اليه فوجدته يتأملها بهدوء فشعرت بالحياء واحمرت وجنتاها
و حاولت تبتعد عنه ولكنه قال في كل يوم اكتشف شئ جديد
البارحه اكتشفت انك تستطيعين الابتسام واليوم وجنتاك تتلونان عندما انظر اليكي
يا تري ماذا سأكتشف غدا
كان يتكلم بمرح و لكن فوجئ بها تقول ارجوك ابتعد عني
و تركته وذهبت الي والدتها فوقف عند باب الغرفه يحاول ان يستوعب ما قالته توا.. ثم فتح باب الغرفه وهم بالانصراف
ثم رجع مره اخري وقال يا انسه ارجو ان تاتي الي غرفتي بعد قليل بخصوص ملف والدتك
فنظرت اليه وقالت حسنا

في غرفته طرقت الباب برفق فقال لها تفضلي و جلست و سالها ان كانت تريد ان تشرب شيئا
فقالت لا ثم بدأ حديثه وقال حسنا اليكي الامر لقد ظللت طوال الليل افكر بكي
ثم صمت ينتظر منها جوبا او اي شئ
و لكنها تنهدت ووضعت راسها علي كفيها
فقال لها ارجوكي لا تفعلي ذلك فرفعت راسها باستغراب وقالت : افعل ماذا ؟
قال : لا تضعي رأسك هكذا
فقالت وقد زادت تعجبا : لماذا ؟
فقال : لانك تكونين غايه في الحزن عندما تفعلين ذلك
فنظرت ليه بتعجب وهي لا تدري كيف علم بهذا الامر فسالته : انت طبيب في اي تخصص بالتحديد
فضحك و قال ان طبيب قلوب

في اليوم التالي كانت جالسه في غرفه امها ثم وجدت طرق علي باب الغرفه ووجدت الممرضه
تخبرها بان الطبيب يريدها ان تذهب اليه الان
فتنهدت وقامت وقالت حسنا ووجدت امها تبتسم
فسالتها علام تبتسمين يا امي فقالت : هذا الطبيب انا لا افهم تصرفاته ثم غمزت لها بعينيها
فابتسمت في حياء وقالت : سأذهب الان

طرقت باب الغرفه في هدوء وحين سمعت صوته يأذن لها بالدخول دخلت ووقفت امام مكتبه وهي صامته
وضع الاوراق التي كان ينظر اليها جانبها ونظر اليها في تساؤل
ظلت صامته وهو صامت فقال لها : خيرا هل هنالك مشكله
نظرت اليه بتعجب وقالت : الم تطلب اني احضر الي مكتبك
رفع حاجبيه باستغراب وقال : أنا؟
نظرت في حيره وقالت :أذن من؟
ابتسم و قال لها : هل تختلقين القصص لتأتين الي مكتبي؟
غضبت وقالت : ولماذا أفعل ذلك ؟
قال : ربما اردتي رؤيتي
فقالت : ماذا تقول
فقال : لو كنتي طلبتي مني المجئ كنت سأتي اليك دون ان تتعبي نفسك بالمجئ
فاستدارت لتهم بالخروج من الغرفه فوجدته يضحك بقوه ويقول لا تغضبي
فنظرت اليه وقالت : هل لك ان تشرح لي ماذا يحدث ؟
فقال بهدوء وقد وضع رجله اليمني علي اليسري : كنت أمزح معكي
فقالت : يسرني أن أقول لك بأنك ثقيل الظل
فأطلق صفير هادئ ثم قال وهو يبتسم : هل اعتبر تلك الكلمات أهانه
فقالت : بل رأيي المتواضع
فابتسم وقام من خلف مكتبه و أزاح أحد الكرسيين الموجودين امام مكتبه وقال هلا تفضلتي و شرفتيني بالجلوس قليلا
رفعت احدي حاجبيها استغرابا لتلك الطريقه التي يتكلم بها وذهبت الي الكرسي الاخر وجلست
اخذ يضحك ثم قال : أذن أنتي تعاندينني
لم ترد عليه و نظرت الي الارض
فجلس قبلاتها ثم قال : أنا من طلب الي والدي ان أكون المسئول عن حاله والدتك
فقالت في تعجب : و لماذا ؟
فرد : لكي اتعرف عليكي من قرب
فزاد عجبها و قالت :لماذا و كيف فانت لا تعرفني الا منذ يومين
فقال بهدوء : لا .. أنا رأيتك منذ 5 شهور.. منذ ان مرضت امك وتولي ابي علاجها كان دائم الكلام عنك
فهو شديد الاعجاب بك و من كثره كلامه عنكي طلبت منه ان أراكي فقال لي علي موعد زيارة والدتك المشفي
و رأيتك يومها
ثم صمت لينتظر منها اي رده فعل لما يقول ولكن ظلت صامته
فاكمل كلامه : و من ذلك اليوم وانا احاول ان اعرف اي معلومات عنك و لقد نجحت في جمع كميه من المعلومات لا بأ س بها
و لكن لاقول الحق فان معرفتك من قرب تجعلني اشعر ان ما جمعت من معلومات ليس لها فائده
فقالت : و لما تفعل ذلك كله
قال : انا اهوي جمع الاشياء القيمه وابتسم
فاطرقت برأسها الي الاسفل فقال لها هل كلامي ضايقك
فقالت : هل تسمح لي بالاستأذان
فقال باسي : بالطبع ان كنتي تريدين ذلك

و منذ ذاك الحين وهوه يحاول ان لا يضايقها باي شئ فقلل كلامه معها الا للحاجه
كان يريد ان يثبت لها انه يحبها بالفعل قبل ان يكمل اعترافه لها
و بالفعل فقد بدأ يتقرب الي العائله شيئا فشيئا و يرعاهم بلطف كبير
اما هي فقد كانت تحاول ان تخفي ذلك الصراع الموجود بداخلها
قلبها يميل اليه وعقلها يجبرها علي الابتعاد فقلبها لا يريد ان يبتعد عن هذا الشخص الذي اختاره
و عقلها يخبرها ما فائده التعلق بامل ضائع فهي لن تستطيع ترك اسرتها وهوه لن يقبل بان يتزوج بفتاه نصفها معه
و نصفها الاخر مع عائلتها لن يقبل بنصف زوجه حتي و لو كان يحبها
و لكن قلبها يدخل الصراع الان ليعطيها الامل بانه سيفعل من اجلها اي شئ
و ينتهي ذلك الصراع بتنهيده تخرج من اعماقها ودمعه تسيل علي خديها تمسحها بسرعه كي لا يشعر بها أحد

مر علي خروج والدتها من المشفي شهر وقد تكفل الطبيب بالمجئ الي البيت يوما بعد يوم للاطمئنان علي صحتها
و مراعتها .. كان الجميع يعرف ان السبب الحقيقي هوه الفتاه وليس امها
و لكن لم يجرء احد ان يبوح بذلك الامر لها
فهم يعرفون رده فعلها في تلك الامور
و لكن الشئ الجيد ان الام بدأت تتحسن صحتها بعد تحسن نفسيتها و سعادتها برعايه ذاك الطبيب لابنتها
كانت تتمني لو تري ابنتها في بيت الزوجيه و تسعد باحفادها قبل ان تموت
و لن تجد افضل من هذا الشاب ذو الخلق لتأتمنه علي ابنتها
و تذكرت تلك الابتسامه التي ترتسم علي وجهه حين يري ابنتها
و ايضا ابتسامه ابنتها التي زادت تلك الايام
فهي لا تريد من تلك الدنيا شئ سوي ان تري اولادها سعداء مرتاحين البال

مر اسبوع دون ان يأتي الطبيب شعر الجميع بالقلق فلقد عودهم علي انه دائم السؤال
و أخذت تلح الام علي ابنتها علي السؤال عليه ربما اصابه شئ وهذا من الواجب
فانه لم يقصر معهم
فوافقت الابنه علي الاتصال بالمشفي للسؤال عليه وليس الاتصال به فوافقت الام علي مضض
و حينما اتصلت بالمشفي اخبروها انه بخير ويأتي الي العمل يوميا
فشكرتهم وطمأنت امها

مرت ثلاثه ايام اخري و الاوضاع ما زالت كما هي
امسكت بهاتفها ونظرت الي زر الاتصال هل تتصل به ام لا .. و بدأ صراع القلب والعقل من جديد
اخذت تفكر كيف يتركني هكذا مره واحده دون اي كلام او أعذار
و جلست تحاول تتذكر في اخر مره راته فيها هل حدث شئ اغضبه
كل ما تذكرته انه كان شديد اللطف وكان ينظر اليها كثيرا و تذكرت عندما هم بالخروج من باب الشقه ورجع وناداها باسمها
و كان يهم بقول شئ ولكن تراجع في اللحظه الاخيره
يا تري هل كان سيخبرني انه سيخرج من حياتي ام انه مل منا ومن السؤال عنا
و عند وصولها الي تلك النقطه من التفكير عدلت من وضع هاتفها وضغطت علي زر الاتصال
أخذ الهاتف يرن طويلا و ما من مجيب .. ربما لا يود ان يحدثها فاغلقت الخط و هي تشعر بالمراره أذن فقد مل منا
مرت دقائق قليله ودق هاتفها فامسكت به تري من المتصل فوجدته هوه وبلا شعور ردت بسرعه
قال : كيف حالك
قالت : بخير
قال : انا اسف لم استطع الرد عليكي فلقد كنت أكشف علي مريض
قالت : لا بأس
و صمتت وصمت
شعرت بالخجل فلابد من وجود سبب لاتصالها به
فقطعت الصمت و قالت : لقد كنت اتصل بك لأسأل عنك هل انت بخير
فقال : نعم أشكرك
فقالت : الحمد لله
فقال: كيف حال والدتك
فردت : بخير
و رجع الصمت من جديد
فقطعه صوته وهوه يقول : سأتي لزيارتكم غدا الساعه ..
فقاطعته وقالت : لالا انا لم اتصل بك لذلك
فقال : الا تريدين ان تريني
فردت بصوت خافت : انا لم أقصد
فقال بلهجه عتاب :مرت تسعه ايام منذ ان كنت عندكم ولم تحاولي السؤال عني و عندما اخيرا تذكرتيني لا تريديني ان أتي اليكم
لم تستطع الرد فلقد عرفت بانه حزين لعدم سؤالها عنه
و عندما لم يجد منها ردا قال :قوليها ان كنتي تريدين من انا كي اطالبك بالسؤال عني
حينها تيقنت بانه الايام الماضيه كان يتألم مثلها وهي بقسوتها لم تكلمه.. الا يكفيه انها دائما ما تعامله بجفاء
احست بغصه في حلقها و بقلبها يتألم فالرجل الوحيد الذي دخل الي قلبها حزين يتألم وهي السبب
و نزلت دموعها
و لكن لابد لها ان ترد وتخبره بالحقيقه .. فجاء صوتها مخنوقا بالعبرات و قالت :لا تقل ذلك ارجوك
عندما سمع صوتها عرف انها تبكي و رغم حزنه من انه السبب في تلك الدوع ولكن كان سعيدا لانه احس بانها تهتم بأمره
و تركها تكمل كلامها فقالت : لقد اتصلت بالمشفي لاطمئن عليك وقد اخبروني انك بخير
و لم ارد الاتصال بك خفت ان تشعر باننا ثقل عليك
احس بانه احرجها بكلامه فاراد ان يدير عجله الحديث الي اتجاه اخر
فقال وقد بدأت صوته يميل الي المرح :هل تعلمين لقد اكتشفت الايام الماضيه اكتشافا عظيما
فقالت : ما هو
فاطلق تنهيده ثم قال : أني أحبك و أنك تملئين عقلي وقلبي
احمرو جهها بسرعه خياليه و لم تستطع الرد عليه فماذا تقول له انها هي الاخري تشعر بذلك
و لكنه هوه الاخر كان صامتا منتظر اي رد اي شئ يجعله يتيقن بانها تحبه
فقالت له : يجب ان انهي الاتصال الان
فقال : حسنا ولكن لم تقولي لي هل اتي اليكم غدا ام انك لن تفتحي لي الباب
فضحكت وقالت : اهلا وسهلا بك في اي وقت
فقال : حسنا سأتي الساعه الخامسه
فوافقت وانهت الاتصال

اتي اليوم التالي سريعا وأتت الساعه الخامسه
كانت تشعر بالتوتر لا تدري لماذا ولكن منذ ان استيقظت وهي متوتره غيرت الطقم الذي تلبسه اكثر من 3 مرات
و دخلت عليها اختها و رات الملابس الملقاه علي السرير وخزانه الملابس المفتوحه علي مصرعييها
فقالت لها ما الامر
فردت : اشيري علي ماذا البس اليوم
فقالت بخبث : ومن سيأتي اليوم
فنظرت اليها اختها بغضب وقالت : اخرجي من الغرفه الان
فاخذت تضحك وقالت : اخبريني هل اليوم هوه اليوم الحاسم
فوضعت اختها صابعها علي شفتيها كانها تفكر في شئ ثم أخت الوساده الموجوده علي الاريكه المجاوره لها
و القتها علي اختها التي اكملت ضحكها في استمتاع
و دق جرس الباب
فحرجت الاخت الصغري سريعا لكي تترك اختها تكمل ملابسها

ذهبت اختها الصغري لتفتح الباب ولم تستطع كتم اعجابها عندما رات من الطارق
فقد كان يلبس طقم في غايه الاناقه و يحمل باقه من الورود الحمراء غايه في الروعه
و لم تتمالك نفسها فأخذت تتضحك فدخل و اغلق الباب بهدوء والتفت اليها ورفع احد حاجبيه وقال هل يمكن أن أسألك
ما سبب ذلك الضحك فوضعت يديها علي فمها وقالت : فقط انت تحتاج الي ان يصورك احد
فقاطعهم صوت من خلفهم يقول : وانتي تحتاجين ان يقطع لسانك احد
فالتفت بسرعه الي مصدر الصوت و ابتسم لم يكن يدري ماذا يقول فاكتفي بالنظر الي تلك العينين التي اشتاق لهما
فقالت الاخت بسرعه سوف اخبر امي عن قدومك وذهبت
و شكرها في داخله لذكائها و تذكر باقه الورد التي مازال يحملها
فاقترب منها وقال لها تفضلي
فابتسمت في خجل وقالت : أشكرك
ثم قادته الي غرفه استقبال الضيوف
و ما هي الا دقائق حتي جاءت والدتها ترحب به
و مرت دقائق واستأذنت هي لتذهب الي المطبخ

كانت لا تسمع حديثه مع والدتها ولكن كانت تشعر بما سيقوله لها
كانت تشعر بان لحظه الاختيار ستكون قريبه وربما مؤلمه
كانت تتمني لو تعيش في ذاك الحلم دون ان ينتهي و لكن لكل شئ نهايه

مرت عشر دقائق ثم دخلت اليهم وقدمت اليه طبق الحلوي والعصير فشكرها وجلست
فوجدت امها تقوم و تقول له : كما أخبرتك يجب ان تخبرها أنت و الامر يرجع اليها ثم دعت لهما وذهبت
عندما سمعت كلام امها شعرت بان قلبها يكاد ان يتوقف وان يديها اصبحتا باردتين وكان الدماء قد تجمدت في عروقها
ثم سمعته يناديها فنظرت اليه
فقال لها وهوه يشير الي المكان التي كانت تجلس فيه امها وقال هل يمكنك ان تأتي وتجلسي هنا
فنفذت ما طلب في صمت ووجدته يطرق براسه الي الارض ويحرك قدميه في توتر
ثم رفع رأسه ومرت دقيقه ثم قال : هل تقبلين الزواج بي
هي لا تستطيع ان تنطق باي حرف ماذا تقول له .. هل تقول له مثلما قالت لجميع من اتي لخطبتها من قبل
ام تستمع الي نداء قلبها وتوافق علي سعادتها .. علي حلمها بان تصبح جزء من قلبه وحياته
اغمضت عينيها بقوه وخانتها دمعتها التي تحاول حبسها فنزلت حره طليقه تسير بهدوء علي خدها
فتحت عينيها علي صوته وهوه يقول : لماذا ؟
فطأطأت برأسها وهي تقول : امي واخوتي لا استطيع تركهم
فقال : ولكن سيأتي اليوم الذي تتركينهم وتتزوجي فيه
فقالت : لا لن أفعل
فقال بدهشه ممزوجه بغضب : افيقي .. سيأتي اليوم التي تكبرا فيه اخواتك وتتزوجان ويصبح لكل واحده منهن حياتها
و امك ايضا لن تعيش معكي طول العمر
حينها ماذا ستفعلين
قالت : سأكون حينها قد أديت واجبي نوحهم و هذا يرضيني
فقال : وواجبك ناحيه نفسك .. ناحيه قلبك
فقالت : ارجوك كفي
قال : و انا ؟؟ ماذا امثل عندك ؟ الطبيب المسؤل عن امك ؟؟ اجيبيني .. هل هذه مكانتي في حياتك ؟ هل هذا هوه دوري ؟
فاشرات براسها وهي تبكي ان لا و قالت : أرجوك .. أرجوك أنا أريد ولكن لا أستطيع .. سامحني
قام ووقف سريعا وقال بل سامحيني انتي ثم انصرف و توقف عن باقه الورود الموضوعه علي المنضده واخذ منها واحده
و رجع اليها كانت مازالت تبكي فاخرج منديلا من جيبه واعطاه لها وقال لا تبكين ووضع الورده امامها في هدوء وانصرف

مر اسبوع علي ما حدث وكانت حاله والدتها في تدهور نتيجه لرفض ابنتها ولرؤيه علامات الالم المرسومه علي وجه ابنتها
لم تستطع تحمل فكره انها المسؤله عن الم ابنتها وكان الايام تعيد نفسها
ها هي تستيقظ علي صوت اختها الباكي .. ذهابها بامها الي المشفي ..تضع راسها علي الحائط تنتظر الطبيب
الاب فلم تعد هنالك حاجه من ان يظل ابنه المسؤل عن الحاله

سمعت صوتا يأتي من اخر الممر فراته واقفا وبيده ورقه ينظر اليها وممرضه تقف بجانبهاو عندما راته نظرت الي الجهه المقابله
و لكنه رأها هوه الاخر حاول ان يتجاهل الامر
و لكن لم يستطع .. رغم ما حدث فهو مازال يحبها وهي تحتاجه الان بجانبها
فاستاذن من الممرضه وذهب اليها في الاتجاه التي تقف فيه
احسست بوقع اقدام يقترب منها ورات ظله يقترب
هي لا تريد ان تراه .. الايام الماضيه كانت تحاول ان تنساه بكل ما أوتيت من قوه ولكن أذا كلمها الان سينتهي كل شئ
و ستدمر مقاومتها
ها قد وصل اليها وقف خلفها ولم يتكلم .. مرت دقيقه كان يتمني في كل ثانيه مرت ان تلتفت اليه حتي ولو قالت كلام يجرحه فقط يراها
و هي كانت تتمني بمرور كل ثانيه ان يذهب ويتركها
كان لابد من احدهما ان يقطع ذلك الصمت وايضا ذلك التوتر الموجود في الجو وكان هوه المناسب لتلك المهمه فقال :
انها اول مره الاحظ فرق الطول الكبير بيني وبينك كان يتوقع منها ان تبتسم كعادتها عندما يمازحها
ولكن وجدها تلتفت اليه
و صدمه ما رأه لقد كانت كل خلجه في وجهها تحكي قصه الم تمر بها تلك الفتاه
انها تعااني .. هذه اقل كلمه يمكنه بها ان يصفها
لم يستطع ان يراها بتلك الصوره فغرورقت عيناه بالدموع لا يستطيع ان يقف مكتوف الايدي
كان يتمني لو يضمها بين ذراعيه و ان يمسح تلك الدموع التي في عينيها وان يقول لها لن اتركك ابدا ولو تكرتيني الف مره
سأفعل ما تريدين فقط لا تتألمي وتقتليني بذاك الشعور اني واقف ليس بيدي حيله

خرج في تلك اللحظه الطبيب الذي التفت اليها وقال ستكون بخير أطمئني فردت بصوت ضعيف :هل يمكن ان اراها
الان
فقال : فقط لمده دقيقتين وتتركيها ترتاح والكلام ممنوع
فاشارت براسها بالايجاب ودخلت الي الغرفه
كان مازال واقفا في مكانه ينتظرها ان تخرج

و عندما خرجت فوجئت به فهي كانت تظنه قد رحل فرجعت خطوه الي الوراء
فقال : هل وجودي اصبح يفزعك الي هذا الحد

و اكمل بغضب وقد اقترب منها : لماذا لا تتركيني اعتني بك .. لماذا تصرين علي ايذاء نفسك وايذائي
فزعت من نبرته العاليه ورجعت خطوتين الي الوراء في خوف
كان يعلم انه يقسو عليها ولكن كان يريد ان يعرف الي متي ستظل في عنادها
فاقترب منها ثانيه وقال : لماذا ؟
فقالت بضعف : من اجلهم
فقال : و هل تظنين انهم سعداء بذلك .. الا تعلمين ان سوء حاله والدتك بسببك
فقالت وبدات الدموع تجد سبيلها علي وجنتيها من جديد : ارجوك كفي
و صرخت به: انا لا اريدك الا تفهم .. وجلست علي الكرسي ووضعت وجهها في كفيها وبدأت بالنحيب
فصعق من كلماتها ورق لها قلبه
فجلس بجانبها يفكر ثم قال : يمكنني ان اجد شقتين متجاورتين نعيش فيهما و ترعين امك واختيك متي اردتي علي كل حال
انا عملي يأخذ ساعت كثيره من يومي ولن ارهققي بطلباتي و اقسم لك باني سارعي اخوتك وامك كانهم عائلتي
و ان كنتي لا تريديني كما تقولي فانا اريدك و سافعل ما بوسعي كي اثبت لك صدق حبي
فقط وافقي ..دعيني اساعدك

فرفعت راسها وقد كفت عن البكاء ولكن مازالت الدموع تبلل جفنيها وقالت : هل تفعل ذلك شفقه علي؟
فقال بسرعه : كلا ولكن لا اريدك ان تضيعي مني
فقالت : الن يأتي يوم وتشتكي؟
فابتسم لها وقال : الفتاه التي تفعل ما تفعلين من اجل عائلتها اعتقد انها لن تقصر في واجباتها نحو زوجها الذي تحبه
و غمز بعينيه
فابتسمت.. فقال لها : هل تحبه ؟
فقالت : من ؟
قال : الفتاه ؟
فقالت : وهل تزوجت به الا لانها تحبه

مر شهران و قد تغيرت كثير من الاشياء فقد وجد شقتين متجاورتين وقد انتقلت حماته و ابنتاها الي واحده
و عاش هوه وزوجته في الشقه الاخري
التزم بوعده و رعي اسرتها بكل ما اوتي من قوه و قد احس بجزاء ما يفعله ببركه في صحته و تفوقا في عمله
و ايقن ان الله لا يضيع اجر من يعمل صالحا

مرت الايام سريعه ويزداد حبه في قلبها ايضا سريعا لقد كان نعم الزوج و سيصبح بعد شهور قليله نعم الاب
كان البيت كله ينتظر قدوم الطفل الجديد بفارغ الصبر
و تحققت امنيه الام بان تري ابنتها في بيتها سعيده وانتي تري احفادها
و الاختان ايضا اصبحا اكثر تحملا للمسؤليه

....
الحب .. بذل .. عطاء .. تضحيه


done 18-2-2010 , 4:32 am